شريط الاخبار

دراسة لمعهد الإعلام الأردني واليونسكو: الأردن بيئة مجتمعية ملائمة ونموذج عربي رائد لانتشار الدراية الاعلامية والرقمية بحاجة لتعزيز وتحديث

بوست نيوز :-

عمَّان 17 آب معهد الإعلام الأردني- أطلق معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع مكتب اليونسكو في عمّان نتائج دراسة علمية بحثية حملت عنوان: “حالة الدِّراية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن في ضوء الخطة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية للأعوام 2020 2023″.

وهدفت الدراسة إلى استقصاء حالة الدراية الإعلامية والمعلوماتية والوصل إلى تشخيص دقيق لحالتها الراهنية وتحديد سماتها الحالية والتحديات التي واجهت الخطة الوطنية خلال ثلاث سنوات.

وجاءت الدراسة التي نفذها معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع مكتب اليونكسو بحسب البيان الصادر عن المعهد اليوم الخميس، وصفية تحليلية وبإطارين زمنيين، الاول وهو الاوسع ويمتد من العام 2013 وحتى العام 2023 ويشمل تتبعًا لحالة الدراية والتربية الإعلامية والمعلوماتية، والثاني إطار محدد من العام 2020 وحتى العام 2023 والمرتبط بشكل مباشر بتنفيذ الخطة الوطنية لنشر التربية الإعلامية.

ورصدت الدراسة 15 مؤسسة مدنية في الأردن  لديها برامج في مجالات التربية الإعلامية والمعلوماتية وأن الحاجة تستدعي وجود المزيد منها في هذا المجال، وتتركز معظمها في العاصمة عمَّان بعيدا عن الأطراف والمحافظاتباستثناء وجود ثلاث منظمات محلية في معان والمفرق وإربد، وانَّ الانتاج الإعلامي في مجال التربية الإعلامية كما زال محدودا.

وخلصت الدراسة إلى أنَّ نسبة المعلمين الذين تمَّ تدريبهم على مهارات التربية الإعلامية بلغت 50 بالمئة من العدد الكلي المستهدف منهم، ووصلت نسبة تدريب أساتذة الجامعات إلى نسبة 90 بالمئة من العدد الكلي المستهدف، وأنَّ 8 بالمئة من الجامعات تبَّنت مقرَّر الدِّراية الإعلامية والمعلوماتية فيها، وتمَّ تدريب 64 بالمئة من العدد الكلي المستهدف من الشَّباب، ووصلت نسبة إنجاز الإطار الوطني لإدماج كفايات الدراية الإعلامية في المناهج الأردنية وإقراره رسميًا إلى نسبة 100 بالمئة، وقدِّرت نسبة الإدماج التي تمَّت للمفاهيم والمهارات في المناهج وفق الإطار الوطني حتى منتصف العام 2023.

وبينت الدراسة أنَّ عدد من تلقوا التدريبات على مهارات التربية الإعلامية بلغ  2566 شابًا وشابة، و1545 معلمًا ومعلمة، و136 أستاذًا واستاذة جامعيًا،  و199 صحافيًا وصحافية، و823 من فئات متعدِّدة، و247 تلقوا تدريب مدربين، وعقدت 273 دورة تدريبية.

وبلغ عدد أنشطة التوعية المجتمعية في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية 106 أنشطة، وبلغ عدد المشاركين فيها 9 آلاف و756 شخصًا، وتفاعل 39 ألف شخص مع المسابقات التفاعلية، وبلغ عدد المنتجات الإعلامية المختلفة في مجال التوعية والتثقيف 240 منتجًا.

وحددت نتائج الدراسة وجود 14 دليلًا ومنهاجًا تعليميًا تمَّ إعدادها وإتاحتها، و35 درسًا تفاعليًا متاحًا عبر الإنترنت، و54 مقطعًا مصورًا منشورًا الكترونيًا، وموقعين الكترونيِّين.

وخلصت الدراسة إلى أنَّ الأردن انتقل إلى المستوى الرَّابع والتي حددتها منظمة الأمم المتحدة للتربية  والعلم والثقافة “اليونسكو” والتي تشير إلى تطور حالة الدراية الإعلامية والمعلوماتية في المجتمعات، وهذا يعني أن الأردن مع نهاية الخطة التنفيذية الأولى بداية عام 2024 سوف يبدأ بالانتقال إلى السيناريو الرابع، وهذا لا يعني انه يصنف في هذه المرحلة، بل بدء الانتقال إليها ويحتاج على الأقل خمس سنوات قادمة حتى يستكمل الانتقال إلى هذه المرحلة.

ونوهت نتائج الدراسة إلى أنَّه لا يوجد تنسيق بين الجهات التي تنفذ مبادرات إعداد الموارد التعليمية والتدريبية مما أدى إلى تكرارها، وتحتاج بعضها إلى المراجعة والتقييم من قبل الخبراء قبل وصولها إلى جمهور المتلقين، وما زالت الحاجة ماسة وكبيرة إلى إنتاج موارد تعليمية وتدريبية متخصِّصة في هذا المجال وإتاحتها وتوفيرها وأن تصبح بمتناول الجميع.

وأشارت الدراسة إلى الآلية التي اتبعتها وزارة الثقافة خلال جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد وظهور جائحة المعلومات إلى جانبها، وتشكلت لديها فرصة لنشر مفاهيم الدِّراية الإعلامية والمعلوماتية ونفذت سلسلة من حملات التوعية وإنتاج المحتوى.

وخلصت الدراسة إلى أنَّ من أبرز العوائق التي واجهت نشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية هو التمويل خصوصا مع ظهور أولويات جديدة في العالم، إضافة إلى عدم الاستقرار في الجهة المسؤولة عن ملف التربية الإعلامية والذي انتقل من مكتب وزير الدولة لشؤون الإعلام إلى وزارة الثقافة ثم إلى وزارة الاتصال الحكومي، وهذا تسبَّب بضعف التنسيق بين هذه الجهات وعدم وضوح الاولويات، وتضارب التوجهات، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على تنفيذ الخطة.

وكشفت الدراسة عن فقر واضح في أعداد الخبراء في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتحديدا بين أساتذة الجامعات وكبار الصحفيين، وهذا شكَّل تحديًا حقيقيًا في توفير الموارد البشرية لبعض البرامج المتخصِّصة في تطوير الموارد التعليمية.

وبينت الدراسة أنَّ الفريق الوطني الذي تمَّ تشكيله عام 2019 لتنفيذ الخطة الوطنية لم يجتمع مطلقًا، ولم يتم تطوير آلية فاعلة للتنسيق بين الجهات الفاعلة في هذا المجال خصوصًا الجهات الدولية الممولة والعاملة في هذا المجال، وتسبَّب ضعف التنسيق في تكرار هذه البرامج وتشابهها وتركزِّها في مناطق محدَّدة.

وخلصت نتائج الدراسة إلى أنَّ تراجع حريات التَّعبير وحرية الإعلام الذي شهده الأردن في السنوات الأخيرة ترك آثارًا قاتمة على المشهد العام، والمفارقة أنَّ هذا التطور الذي يحدث لاول مرَّة بهذا الحجم منذ تسعينيات القرن الماضي يأتي في الوقت الذي يطلق الأردن فيه مسار التحديث السياسي وتنمية الحياة البرلمانية والحزبية.

وأوصت الدِّراسة بإعداد الخطة الوطنية التنفيذية الثَّانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية للأعوام 2024 -2028، وتطوير سياسات أو خطط قطاعية فرعية، وإجراء دراسة مسحية حول مدى اكتساب المجتمع الأردني وممارسة مفاهيم الدراية الإعلامية والمعلوماتية ومهاراتها، وإجراء دراسة لتحديد الحاجات الوطنية في مجال بناء القدرات والتدريب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى