
بوست نيوز :
شارك عدد من الأطفال الأردنيين في أعمال جلسة البرلمان العربي للطفل التي عُقدت، أمس، في مقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، تحت عنوان “الهوية الثقافية للطفل في ظل التحديات العالمية”، وبحضور وفود ممثلة لمختلف الدول العربية.
وقال مدير ثقافة الزرقاء، محمد الزعبي، إن الجلسة شهدت نقاشات معمقة تناولت التهديدات الجسيمة التي تواجه الهوية الثقافية للطفل العربي في ظل تحديات العولمة والانفتاح الرقمي، التي تسهم في إبعاد الأطفال عن لغتهم الأم وقيمهم الثقافية، وتغرس فيهم أنماطًا وسلوكيات دخيلة.
وأضاف الزعبي أن الأطفال الأردنيين قدّموا مداخلات جريئة وواعية، أبرزوا من خلالها تحديات تمس جوهر الانتماء الثقافي، وعلى رأسها ضعف الارتباط باللغة العربية لحساب هيمنة اللغات الأجنبية، والتأثير الكبير للمحتوى الرقمي الأجنبي، إلى جانب قلة البرامج الثقافية الموجهة للأطفال على المستوى العربي.
وأشار إلى أن المشاركين طرحوا رؤى وحلولًا تعبّر عن وعيهم العميق بأهمية ترسيخ الهوية الثقافية، حيث دعوا إلى إعادة صياغة المناهج التعليمية بما يعزز الانتماء والاعتزاز بالهوية، وتشجيع القراءة النوعية، وتكثيف الفعاليات الفنية المستوحاة من التراث العربي لتعزيز القيم الثقافية الأصيلة.
كما شددوا على ضرورة بناء جبهة عربية موحدة لإنتاج محتوى تربوي وثقافي يعكس خصوصية المجتمعات العربية، ويكون قادرًا على تلبية تطلعات الأطفال، وحمايتهم من الانسياق وراء ثقافات مستوردة قد تتعارض مع منظومة القيم العربية.
وتأتي هذه المشاركة ضمن البرنامج الميداني للبرلمان العربي للطفل، الذي يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام أعضائه لاكتشاف التجارب الريادية في تنمية الطفولة على المستوى العربي، وفتح آفاق معرفية جديدة تُسهم في تعزيز وعيهم وتنمية قدراتهم الإبداعية.
ويُجسد البرنامج الميداني التزام البرلمان العربي للطفل بتوفير بيئات تعليمية محفزة ومواكبة لمتطلبات العصر، بما يساهم في إعداد جيل عربي واعٍ، متمكن، ومؤهل للإسهام بفاعلية في نهضة مجتمعه وبناء مستقبله بثقة وإبداع.