
أكد عضو مجلس إدارة جمعية الأعمال الأردنية الأوروبية (جيبا) ومدير الترويج فيها، المهندس محمد الصمادي، أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن ودول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تُعد حجر الزاوية في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين.
وأوضح الصمادي أن الأردن يمثل بوابة استراتيجية لأوروبا نحو أسواق المنطقة، مما يفتح المجال أمام فرص واسعة في قطاعات حيوية مثل التجارة، الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا. وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الأردن يُعد شريكًا موثوقًا ووجهة جاذبة للاستثمارات الأوروبية، خصوصًا في القطاعات الاستراتيجية، لما يتمتع به من أمن واستقرار في ظل الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة.
وأشار الصمادي إلى أن الاتحاد الأوروبي هو ثاني أكبر شريك تجاري للأردن، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 3.2 مليار دينار في عام 2023. وتضم الصادرات الأردنية الأساسية إلى أوروبا الفوسفات، الأسمدة، والأدوية. ورغم وجود اتفاقيات، مثل الشراكة الأردنية الأوروبية، لا تزال التحديات قائمة، مثل ارتفاع تكاليف النقل وصعوبة تحقيق الشركات الأردنية للمعايير الأوروبية الصارمة.
وأوضح أن هناك فرصًا غير مستغلة من هذه الاتفاقيات تُقدر بنحو 777 مليون دولار، مما يتطلب بذل جهود إضافية لتعزيز التبادل التجاري. كما أكد أن رؤية التحديث الاقتصادي تهدف إلى زيادة الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأوروبية من خلال تحسين جودة المنتجات، تقديم برامج تدريبية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، إلى جانب تطوير البنية التحتية اللوجستية لتحسين النقل وخفض تكاليف التجارة الخارجية، ودعم التحول الرقمي لتمكين الشركات الأردنية من دخول الأسواق الأوروبية بفاعلية.
وأشار الصمادي إلى أن الأردن يُعد بوابة للأسواق الإقليمية، مثل الخليج، العراق، وسوريا، مما يتيح للشركات الأوروبية استخدامه كنقطة انطلاق للتوسع في هذه الأسواق. وأضاف أن مشروعات مثل خط السكة الحديد الأردني وممر الطاقة النظيفة ستُعزز ربط الأردن بالأسواق الإقليمية والأوروبية.
ولفت إلى أن تحسين العلاقات التجارية بين الأردن ودول الاتحاد الأوروبي يتطلب إطلاق برامج تدريبية متخصصة لمساعدة الشركات الأردنية على تلبية المعايير الأوروبية، وبناء منصات رقمية مشتركة تُسهل عمليات التجارة وتُقلل العقبات الجمركية.
وأشار إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل حوالي 95% من الاقتصاد الوطني، ستكون المستفيد الأكبر من رؤية التحديث الاقتصادي، من خلال توفير فرص تمويل ميسرة، التدريب، والشراكة مع نظيراتها الأوروبية.
وأكد الصمادي أن جمعية (جيبا) تعمل على تعزيز الشراكات بين القطاع الخاص في الأردن وأوروبا لدعم الاقتصاد المشترك وتحقيق تقدم في المجالات ذات الاهتمام المشترك، من خلال تنظيم فعاليات مثل منتديات الاستثمار والمؤتمرات، وتقديم استشارات للشركات الأردنية لدخول الأسواق الأوروبية. كما أعلن عن تنظيم الجمعية للمنتدى الأردني الأوروبي الأول تحت شعار “الأردن الرقمي والأخضر”، داعيًا الدول الأوروبية إلى زيادة استثماراتها في المملكة في مختلف القطاعات الحيوية والاستراتيجية.