
شهد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان صباح اليوم الأحد، في مقر رئاسة الوزراء، توقيع عقد مشروع تحلية ونقل المياه العقبة-عمان (المعروف باسم مشروع الناقل الوطني) بين الحكومة الأردنية، ممثلة بوزارة المياه والري، وتحالف الشركات بقيادة شركتي “ميريديام” و”سويز” (Meridiam-Suez).
يعد هذا المشروع خطوة محورية ضمن التوجيهات الملكية السامية لتنفيذ المشاريع الوطنية الاستراتيجية وخطة التحديث الاقتصادي. ويهدف المشروع إلى تحلية 300 مليون متر مكعب من مياه البحر سنويًا من خليج العقبة، مما يساهم في إيجاد حلول مستدامة لنقص المياه في المملكة.
وقّع العقد وزير المياه والري، المهندس رائد أبو السعود، ومدير شركة ميريديام في الأردن، جاد حريبي، ممثلًا عن تحالف المستثمرين، بحضور عدد من المسؤولين، منهم وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، والسفيرة الأميركية في الأردن يائل لمبرت، وعدد من المسؤولين من الشركات الموقعة.
أوضح وزير المياه والري أن المشروع يمثل تطورًا ملموسًا بفضل المتابعة الحكومية المستمرة، ويعد ضمن أولويات العمل الاقتصادي بالشراكة مع القطاع الخاص. وسيتضمن المشروع تنفيذ نظام متطور لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي (Reverse Osmosis)، بالإضافة إلى إنشاء شبكة نقل مياه بطول 450 كيلومترًا، تربط خليج العقبة بعمان، مع مرافق ضخ تعمل بالطاقة المتجددة.
وأشار الوزير إلى أن المشروع يُعتبر من أكبر مشاريع البنية التحتية في تاريخ الأردن والمنطقة، حيث يُتوقع أن يُنتج 300 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، ما يكفي لتلبية احتياجات 4 ملايين مواطن، ويساهم في تقليل الضغط على الموارد المائية الجوفية والسطحية، مع إعادة تغذية الأحواض المائية المستنزفة وضمان توفير مياه مستدامة لمعظم مناطق المملكة.
أكد المهندس أبو السعود أن المشروع يتم تنفيذه ضمن نموذج عقد البناء-التشغيل-نقل الملكية (BOT)، حيث يتولى تحالف شركتي Meridiam-Suez تمويل وتصميم وبناء وتشغيل وصيانة المشروع على مدى فترة الامتياز التي تشمل مرحلة البناء و26 عامًا من التشغيل. وبعد انتهاء فترة الامتياز، ستنتقل ملكية المشروع بالكامل إلى وزارة المياه والري، باعتباره من المقدرات الوطنية الأردنية.
يُعتبر المشروع جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تهدف إلى توليد 31% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030. وسيعتمد المشروع جزئيًا على الطاقة المتجددة، مما يساهم في تحقيق أهداف الأردن المتعلقة بالطاقة المستدامة.
ساهمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) في تسريع أعمال المشروع من خلال دعمها الفني والاستشاري، إلى جانب جهود الطواقم الفنية الأردنية.
بهذا الإنجاز، يسير الأردن بخطى ثابتة نحو تعزيز الأمن المائي والاقتصادي، وتجسيد رؤية القيادة الهادف إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة تلبي تطلعات المواطنين.