اراء وأقلام

الأُردن كان…وسيبقى./ د.عمر محمد السعودي

بوست نيوز :-

من أيام قليلة وبعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، تناهت إلى مسامع ورؤية الجميع تصريحات الرئيس الأمريكي التي يقول فيها ما كان يخطط إليه ويسعى لتحقيقة إبان رئاسته الأولى بالسير بما يرى أنّه صفقة القرن ، بالطلب من الأُردن ومصر بالقبول بتهجير أهالي قطاع غزة عليهما.

ولسان الحال ممن صدرت عنه هذه التصريحات ، أن يكون حل القضية الفلسطينية التي تقترب من عقدها الثامن من الزمن على حساب الأردن ، الذي يُعد بالحقيقية الشقيق الأكبر والأقرب إلى الشعب الفلسطيني الشقيق ، ومَن يحمل رسالته إلى العالم أجمع ، بشكل متوازٍ على المستوى الرسمي والشعبي معا .

فلقد شكل وقوف الأردن الداعم للأشقاء الفلسطينين ثابتاً راسخاً لا يتزحزح ولا يلين قيد أُنملةٍ فالرفض القاطع لمحاولات تقويض حل الدولتين، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ديدن الأردن ، ورؤيته ورسالته ، التي يدافع عنها ويبرزها للعلن دون أي قبول لتشكيك أو طعن في ثوابته ومواقفه .

ويجعل الأردن قيادة وشعباً صلباً في مواجهة هذه التحديات الجسيمة ، لما تجذر في وجدان أبنائه الذين يفتدوه بالمُهج والأرواح، ويزداد تلاحم أبنائه حول وطنهم الكبير بتاريخه وتضحياته.

ففي هذه المرحلة الفاصلة لما يعصف بالمنطقة كاملة بلا استثناء نجد ما يحيط بوطننا الأردن من محاولات تنال من استقراره واستهداف هويته الوطنية التي يفخر بها أبناؤه ويذودون عنها بالمهج والأرواح، فلن يقبل الأردنيون بالفكرة المرفوضة من أساسها بأنْ يكون الأردن وطنا بديلا ، بل إنّ رسالة الأردن وحرصه بحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في السيادة ، وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني.

ليتجذر في أعماق نفوس ووجدان الأردنيين جميعا بأهمية الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الهاشميِّة الحكيمة والجيش العربي الباسل – الذي اختلط دماء جنوده الأبرار البواسل بتراب فلسطين الطهور – ونقف إلى جانب الأجهزة الأمنية لتغدو جبهة الأردن الداخلية صلبة قوية وتتماسك لمواجهة التحديات والتهديدات وأي مخاطر قد تحاول المساس بأي ثوابت وطنيِّة تكرست نهجا قويما تلاقت عليه القيادة الحصيفة والشعب الصادق الوفي ، الذي ينبض هاجسهم بكلا للتهجير وكلا للوطن البديل وكلا لأي مساس بوحدتنا الوطنية ، والتأكيد بجزم أن ستكون فلسطين للفلسطينيين وهم وحدهم من يقررون مصيرهم ويبقى الأردن وطننا الذي نفتدي ذرات ترابه بنفوسنا، ونقف بكل حزم وثبات خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة في مواقفها الثابتة والداعمة للقضيِّة الفلسطينيِّة والشعب الفلسطيني الشقيق ، التي أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سائراً بذلك على ما كان من مواقف جلالة المغفور له الملك الحُسين بن طلال طيب الله ، الذي يشهد له القاصي والداني بأولوية القضية الفلسطينيِّة لديه كقضية وطنية أردنية خالصة ، ونؤكد على وجوب الوقوف ورفض المواقف الشعبيِّة بكل الصور والعبارات لهذه الإدعاءات المزعومة ، التي لن تجد لها صدى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى