استثماراقتصادياتعربي ودولي

فوائد كبيرة لاتفاقية الغاز بين الأردن وقطر لأجل سورية

اتفق خبراء على أن الاتفاقية الموقعة بين الأردن وقطر لتزويد سوريا بالغاز عبر الأراضي الأردنية تمثل خطوة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، خاصة بين الأردن وجارته الشمالية، وفقًا لما نشرته صحيفة الغد.
أكد الخبراء أن هذه الاتفاقية تعزز مكانة الأردن كمحور استراتيجي للطاقة في المنطقة، بالإضافة إلى دور مدينة العقبة كمركز لوجستي رئيسي في مجال الغاز. وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية قد أعلنت عن توقيع اتفاقية منحة مع صندوق قطر للتنمية، بهدف تزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأراضي الأردنية.
أوضح وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، أن المشروع ممول بالكامل من قبل صندوق قطر للتنمية، ويهدف إلى معالجة نقص الكهرباء وتحسين البنية التحتية في سوريا. وتنص الاتفاقية على استخدام سفينة التغييز العائمة في العقبة لاستقبال الغاز المسال وتحويله إلى غاز طبيعي، ليتم ضخه إلى سوريا عبر خط الغاز العربي.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في إنتاج 400 ميغاواط من الكهرباء يوميًا خلال المرحلة الأولى، مع زيادة القدرة الإنتاجية تدريجيًا في محطة دير علي بسوريا.
أكد الخبير في الاقتصاد السياسي زيان زوانة أن هذه الاتفاقية تعد إنجازًا مهمًا للأردن في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى تجارب سابقة ناجحة في تصدير الكهرباء إلى العراق وفلسطين. كما أوضح أن الاتفاق مع قطر يحمل آثارًا اقتصادية وسياسية إيجابية، ويفتح المجال لمزيد من الاستثمارات في هذا القطاع.
وأشار زوانة إلى أن الفوائد الاقتصادية للأردن ستتجلى في تشغيل سفينة التغييز العائمة في العقبة، والاستفادة من خط الغاز العربي، بالإضافة إلى الإيرادات الناتجة عن مرور الغاز عبر الأراضي الأردنية. كما يمكن أن تتحول العقبة إلى مركز إقليمي لتوزيع الغاز إلى دول أخرى مثل سوريا والعراق مستقبلاً.
من جهته، أوضح المهندس عبدالفتاح الدرادكة، المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية، أن المشروع يعتمد على استيراد الغاز المسال عبر ميناء الشيخ جابر الصباح، ومن ثم تحويله إلى غاز طبيعي وضخه إلى سوريا عبر خط الغاز العربي.
وأضاف أن الاتفاقية لا تخدم سوريا فقط، بل تمنح الأردن فرصة للاستفادة من رسوم العبور عبر خط الغاز العربي، مما يسهم في تقليل تكاليف نقل الغاز وتعزيز العائدات الاقتصادية. كما أن المشروع سيدعم استقرار قطاع الطاقة في سوريا من خلال إعادة تأهيل وتشغيل محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي المستورد، مما سيمكنها من توليد 400 ميغاواط من الكهرباء بعد إعادة تأهيل محطة تشرين.
كما أشار الدرادكة إلى اتفاق سابق بين الأردن وسوريا لتزويد الأخيرة بـ 250 ميغاواط من الكهرباء، لكنه لم يُنفذ بعد بسبب عدم جاهزية الشبكة السورية. وشدد على أهمية العمل على تأهيل الشبكة الكهربائية السورية لضمان استفادتها من مشروع الربط الكهربائي، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة مع لبنان أيضًا.
في سياق متصل، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم الحموري أن الاتفاقية تأتي ضمن جهود الأردن للاستفادة من مشاريع إعادة إعمار سوريا. وأكد أن وصول الغاز القطري إلى المنشآت الأردنية وتزويد سوريا بالكهرباء سيكون له تأثير اقتصادي إيجابي على الأردن، ما يعزز التكامل الاقتصادي العربي.
ودعا الحموري إلى استقطاب المزيد من المشاريع الاستثمارية التي تساهم في إعادة إعمار سوريا، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الأردن كمنصة رئيسية لهذه المشاريع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى