أهمية الوعي الصوتي في تعليم القراءة / محمدخير غازي الصلاح

بوست نيوز :-
للقراءة أهمية كبيرة في حياة الفرد من مختلف الجوانب الاجتماعية والشخصية والنفسية والدراسية، وعليها تقوم حياته وتعليمه ونشاطاته ووظيفته. ولكن قد تواجه بعضهم مشكلة في تعلم القراءة أو عدم القدرة على القراءة بشكل صحيح بعجزه عن قراءة ما يعطى له من نصوص وجمل أو حتى كلمات، مما يتطلب بحسب أستاذة التربية بكلية التربية بجامعة الملك فيصل رفع قدرته القرائية، باستخدام واحدة من أهم المهارات اللغوية المرتبطة بالقراءة وهي مهارة الوعي الصوتي أو الوعي الفونولوجي.
يعرّف دليل الوعي الصّوتيPhonological awareness))، الذي أصدرته مؤسسة الملكة رانيا :” أنه القدرة على فهمِ أن الكلمات المنطوقة تتكون من أصوات منفصلة، والقدرة على التمييز بينها، وعدّ المقاطع الصوتية، والتلاعب بها من خلال استماع الطلبة إلى الأصوات فقط، ثم ينتقل الطلبة منه إلى تعرّف الرموز المكتوبة وربطها بالأصوات تمهيدًا إلى فكّ الرمز القرائي.
وهو القدرة على التعامل مع الأصوات اللغوية، بما يسمح بتحليل الكلمات إلى مقاطع ودمجها، وملاحظة بنيتها الصوتية، ثم قراءتها وكتابتها، الذي يبدأ في مرحلة ما قبل المدرسة، ويستمر حتى الصف الثالث وما بعده، ويعتمد على ذكاء الفرد، ومعرفة المفردات، وحالته الاجتماعية، والاقتصادية للفرد.
وتبدو أهمية الوعي الصوتي بأنه أساس عملية الكتابة، وملاحظة كيف ترتبط الأحرف بأصوات يمكن كتابتها بطريقة معينة يوفر القدرة على نطق وقراءة الكلمات الجديدة، إضافة إلى فهم مبدأ الأبجدية؛ إذ ينص على أن الحروف يتم تمثيلها بشكل ممنهج باستخدام الأصوات.
والوعي الصوتي من ضروريات العملية التعليمية، فمن دونه يفقد الطالب قدرته على الكتابة أو القراءة؛ لأنه لن يتمكن من فهم ما تمثله الأصوات، والتعرف إليها وتحديدها، وتجزئتها في الكلمات، مما ينعكس سلبًا على أدائه الأكاديمي.
ويتشكل الوعي الصوتي عبر مراحل عمرية عدة، تتضمن كل مرحلة خصائص معينة، ويمكن تطويره باستخدام المواد المطبوعة يتطلب تطوير الوعي الصوتي توفير صورة الأحرف والكلمات، والصوت المرتبط بها، من قبل موجه الخبرة (معلم، أو آباء)، بحيث يتمكن الفرد من ربط ما يرى ويسمع، واستخدام الألعاب اللغوية كلعبة ترتيب بطاقات الأحرف لتكوين كلمة، أو إعطاء كلمات لها القافية نفسها، واستخدام الحواس في التدريبات الملموسة لتمييز الأصوات وتحديدها ، وربط الصوت بالشكل مما يقوي القدرة على الإدراك، وعرض الكلمات المقروءة في القصة تتلى على مسامع الطفل.
و أكد الخبير التربوي الدكتور خميس عقيلان، إن الوعي الصوتي لا يكتسب اكتسابا عرضيا بل يحتاج إلى تدريس موجه من المعلم أو ولي الامر و يشمل مھارات كثيرة أھمھا الوعي بالكلمات والمقاطع والجمل القصيرة جدا تعرفا تقطيعيا وتجميعيا ويتم تعليم ھذه المھارات واكتسابھا تدريجيا من الوحدات الصوتية الأكبر الى الأصغر.
ولتنمية الوعي الصوتي لدى المتعلمين، عليهم أن يعرفوا أن الكلمات المنطوقة تتكون من وحدات صوتية صغرى مفردة (فونيمات :صوامت و المصوتات)، و يعرفوا كيفية تقطيع الكلمات إلى وحدات صوتية صغرى وكيفية دمجها واستخدامها بالإضافة والحذف والتعويض، وأن يعرفوا كيفية استخدام الوعي الصوتي من أجل دمج الأصوات لقراءة المقاطع والكلمات، ومن أجل تقطيع الكلمات إلى أصوات لتهجئتها.
ويتم تدريس الوعي الصوتي : بالتركيز على مهارة أو مهارتين من مهارات الوعي الصوتي ، مثل التقطيع والدمج، واستخدام الحروف والحركات للتلاعب بأصواتها ومساعدة المتعلمات والمتعلمين على أن يطبقوا أثناء القراءة والكتابة معرفتهم الوعي الصوتي.
ومن تمارين الوعي الصوتي : رصد المقاطع، وتجزئة الكلمة إلى مقاطع ، ورصد القافية، والدمج، والحذف، والإضافة، والتعويض، والعزل.