
أعلن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عن إطلاق استراتيجيته الجديدة، التي تمثل تحولاً جذرياً في نهج التمويل التنموي وإعادة هيكلة آليات عمله، حيث وقع الاختيار على الأردن ليكون أول دولة تُطبّق فيها هذه الرؤية، تأكيدًا على شراكة استراتيجية تجاوزت استثماراتها 3 مليارات دولار.
وفي حوار عبر تطبيق “زووم” مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد الدكتور ميرزا حسن، المستشار الأول للمدير العام في مجلس إدارة الصندوق، أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى توسيع محفظة التمويل التنموي، حيث خُصص نحو 750 مليون دولار لدعم مشاريع تنموية في الأردن خلال السنوات المقبلة، بالتعاون مع مؤسسات دولية كالبنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار.
وتركز الاستراتيجية على خمسة قطاعات رئيسية تشمل: المياه، الطاقة، البنية التحتية، التعليم، والصحة. وأشار حسن إلى أن مشروع “ناقل المياه الوطني” يعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية، إلى جانب دعم مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كما سيتم التركيز على تحسين البنية التحتية للتعليم من خلال بناء وتجديد المدارس، وتحسين خدمات الرعاية الصحية بإنشاء مستشفيات ومراكز طبية جديدة. وستلعب الشراكة بين القطاعين العام والخاص دورًا محوريًا في تنفيذ المشاريع، مع توفير تمويل ميسر وضمانات لتشجيع الاستثمارات.
وأشار حسن إلى أن الأردن يمتلك رؤية اقتصادية واضحة ويعد بيئة جاذبة للاستثمارات، مدعومة بإصلاحات اقتصادية وإدارية، وقدرة متميزة للقطاع الخاص الأردني، ما يعزز فرص نمو الاقتصاد الوطني.
وأكد أن الصندوق سيواصل دعم الأردن، بما في ذلك التخفيف من أعباء استضافة اللاجئين، من خلال مشاريع تنموية ترفع من مرونة الاقتصاد الوطني، كما تهدف الاستراتيجية إلى خلق فرص عمل مستدامة وتمكين الشباب والمرأة، وتحقيق تكامل اقتصادي إقليمي، يُعد الأردن مركزًا واعدًا فيه لقطاعات الطاقة والصحة والتعليم.
واختتم حسن بالتأكيد على أن الاستراتيجية الجديدة تمثل نموذجًا عمليًا للتنمية المستدامة في المنطقة العربية، في ظل تحديات اقتصادية عالمية وإقليمية، مع التأكيد على مرونة الاقتصاد الأردني وقدرته على الحفاظ على مستويات نمو مستقرة رغم تلك التحديات.