محليات

مندوبا عن الملك.. وزير السياحة يرعى افتتاح كنيسة العقبة الأثرية

بوست نيوز : 

مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى وزير السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، اليوم الاثنين، حفل افتتاح كنيسة العقبة الأثرية، عقب الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة فيها.

وتكتسب هذه المناسبة بعدًا وطنيًا ودوليًا، لما تمثله من إعادة تسليط الضوء على أحد أقدم الشواهد المسيحية في العالم، ولما تؤكده من مكانة مدينة العقبة التاريخية كحاضنة للعيش المشترك ووحدة النسيج الإنساني منذ فجر التاريخ.

وتُعد كنيسة العقبة الأثرية من أقدم الكنائس المكتشفة عالميًا، إذ تشير المصادر التاريخية إلى تشييدها في تسعينيات القرن الثالث الميلادي، نحو عام 290م، وقد بُنيت خصيصًا لأغراض العبادة، ما يقدّم نموذجًا فريدًا للعمارة المسيحية المبكرة.

وأكد الدكتور حجازين أن افتتاح الكنيسة لا يقتصر على كونها موقعًا أثريًا، بل يجسد جزءًا أصيلًا من الهوية الأردنية التي ترى في التنوع الديني مصدر قوة، وفي التاريخ المشترك أساسًا لبناء المستقبل. وأوضح أن هذا الإنجاز يعكس قيم العيش المشترك وعمق الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويبرز الدور التاريخي للعقبة بوصفها بوابة الأردن الجنوبية ونقطة التقاء للحضارات.

وأضاف أن افتتاح الكنيسة يؤكد التزام الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، بحماية إرثه الروحي والإنساني، وتعزيز حضوره على خارطة السياحة الدينية والثقافية العالمية، مشيرًا إلى أن الموقع يشكل إضافة نوعية لجهود الحفاظ على الإرث الحضاري الوطني، وترسيخ مكانة الأردن مركزًا للتاريخ ومنبرًا للسلام.

من جانبه، أكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، شادي المجالي، أن افتتاح كنيسة العقبة الأثرية لا يقتصر على الإعلان عن موقع أثري جديد، بل يمثل احتفاءً عميقًا بتاريخ المدينة ورسالتها الإنسانية. وأشار إلى أن العقبة، منذ أن كانت أيلة، شكّلت ملتقى للحجاج والتجار والعابرين، ومدينة عرفت عبر العصور وحدة الروح وصدق الجيرة، واحتضنت المؤمنين على اختلاف كنائسهم ومساجدهم، ونسجت بينهم روابط أخوة راسخة امتدت عبر الأجيال.

وأضاف أن هذا الافتتاح يأتي انسجامًا مع الرؤية الحكيمة لجلالة الملك، وبدعم من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، حيث تمضي العقبة في مسار تنموي متوازن يحافظ على إرثها الديني والتاريخي، ويعزز مكانتها كوجهة للسياحة الروحية والثقافية إلى جانب السياحة البحرية والترفيهية، بما يحقق تنمية مستدامة تحترم روح المكان وتاريخه.

بدوره، أكد مطران الأردن للروم الأرثوذكس ورئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، المطران خريستوفوروس عطالله، أن افتتاح كنيسة العقبة الأثرية ليس حدثًا كنسيًا فحسب، بل شهادة أردنية حية على أن هذه الأرض كانت وما زالت أرض لقاء للقداسة والأنبياء والقديسين، وأرض إيمان لا إقصاء فيها، وكرامة إنسانية صانها التاريخ وحمتها القيم.

وقال: “هنا في العقبة، نقرأ التاريخ بعيون المحبة، ونسمع في حجارة الكنيسة صدى رسالة واحدة مفادها أن الإنسان هو قدس الأقداس، وأن الإيمان الحقيقي لا يُبنى إلا على احترام الآخر وصون كرامته”.

من جهته، أعرب النائب البطريركي للاتين في الأردن، المطران إياد طوال، عن اعتزازه بافتتاح هذه الكنيسة، مؤكدًا أنها تحمل دلالات عميقة تعكس مكانة الأردن بوصفه مهدًا للحضارات والأديان، وأن الآثار المنتشرة في أنحاء المملكة تشهد على جذور هذه الأرض المقدسة التي حملت رسالة المحبة والتناغم عبر العصور، ليبقى الأردن نموذجًا إنسانيًا يُحتذى به في التعددية الدينية والثقافية.

وحضر الحفل محافظ العقبة أيمن العوايشة، وأعضاء مجلس المفوضين، ومدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فوزي أبو دنة، ومدير أوقاف العقبة الدكتور فارس الجوازنة، إلى جانب عدد من أصحاب الفضيلة والسماحة، والآباء الكهنة، وشخصيات رسمية وثقافية واجتماعية.

وتخلل الحفل تقديم تراتيل بيزنطية أدتها مدرسة الموسيقى البيزنطية – بسالتريون، بمشاركة جوقة موزايكا.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى