
بوست نيوز :
أكد وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات أن الوزارة تمتلك خطة طوارئ محدثة، يتم تعميمها مع بداية موسم الصيف على جميع الجهات الحكومية ومديريات الزراعة في المحافظات، بهدف التعامل مع حرائق الغابات.
وقال الحنيفات، الجمعة، إن الوزارة تعمل بالتعاون مع البلديات على إزالة الأعشاب الجافة من جوانب الطرق وتقليم الأغصان القريبة من الأرض عبر فرق الحراج، كما تم رفع جاهزية محطات الحراج وغرفة العمليات الرئيسة لمتابعة أي حرائق محتملة على مدار الساعة.
وأشار إلى أن الوزارة خاطبت الحكام الإداريين بالتنسيق مع مديريات الزراعة لفتح الطرق المغلقة، خاصة في المناطق التي يرتادها المتنزهون، مؤكداً التشديد على المزارعين في الأراضي المملوكة بعدم التخلص من الأعشاب بالحرق، واستخدام وسائل الحراثة السليمة لمنع انتقال النيران إلى الأراضي الحرجية.
وفيما يتعلق بحريق أحراش جرش أمس، أوضح الحنيفات أنه رغم سرعة استجابة جميع الجهات وإطفاء الحريق بزمن قياسي، إلا أن طبيعة التضاريس الصعبة وافتعال الحرائق يتطلبان إنشاء طرق مؤقتة للوصول إلى المناطق المتضررة، رغم ما تتركه هذه الطرق من آثار سلبية خلال فصل الشتاء.
وبيّن أن حجم الضرر المبدئي للحريق بلغ نحو 250 دونماً، وطالت النيران أشجاراً معمرة من السنديان واللزاب. وأضاف أن الموقع شهد حريقًا قبل عامين كان مفتعلًا أيضًا، وتمت معالجته بخطة إدارة شاملة شملت حماية المنطقة وتشجيع التجدد الطبيعي بالتعاون مع منظمة الفاو، ما ساعد في استعادة نشاط الغابة، إلا أن صعوبة تضاريسها ما تزال تُستغل من قبل مفتعلي الحرائق، رغم أن تجهيزات ما بعد الحريق السابق أسهمت في سرعة إخماد الحريق الأخير.
وأكد الحنيفات أن الوزارة ستواصل تنفيذ خطة تأهيل الموقع خلال عامي 2025-2026، لتأمين غابة آمنة بالبنية التحتية وطرق الوصول المناسبة.
وحول الإجراءات اللاحقة، أشار إلى أن لدى الوزارة خطة وطنية لإعادة تأهيل الغابات المحروقة بدعم من الموازنات المرصودة لقطاع الحراج، حيث ستستكمل الوزارة العمل في وديان الشام لإعادة تأهيل المنطقة بيئيًا وطبيعيًا، لتصبح غابة نموذجية متكاملة.
وفيما يخص تعويض المتضررين، أوضح أن الأراضي المتضررة حكومية، لكن في حال ثبوت أضرار في أراضٍ مملوكة، ستقوم مديرية المخاطر الزراعية بحصرها خلال الأيام المقبلة.
كما أعلن الحنيفات عن توقيع الوزارة بداية العام الحالي اتفاقية مع شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد، لحماية الغابات عبر الأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أن هذه التقنية ستمكن من جرد ومراقبة الغابات ذات الكثافة العالية بالتعاون مع الدفاع المدني ومديرية الأمن العام.
ولفت إلى وجود تنسيق وثيق بين الوزارة والدفاع المدني والقوات المسلحة وسلاح الجو الملكي والبلديات والحكام الإداريين، إلى جانب الشرطة البيئية والأجهزة الأمنية، لتتبع مفتعلي الحرائق، وهو ما أسهم في خفض عدد الحرائق بنسبة تجاوزت 60% خلال الأعوام الأخيرة.
وختم الحنيفات بالتأكيد على أن الحرائق المفتعلة تبقى الأخطر، كونها تحدث في مناطق ذات كثافة حرجية يصعب الوصول إليها، ما يؤدي إلى خسائر جسيمة في الثروة الحرجية، داعيًا إلى تكثيف جهود الوقاية والرصد لحماية الغابات من هذا الخطر.