شريط الاخبار

لجنة السينما في “شومان” تعرض الفيلم الفرنسي الموريتاني “جزر الهند الغربية” غدا

بوست نيوز :-

 

عمان 21 تموز تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميدشومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 22 تموز، الفيلم الفرنسي الموريتاني جزر الهند الغربية، وذلك في قاعة السينما الساعة السادسة والنصف مساء، والساعة الثامنة مساء، في الهواء الطلق بمقر المؤسسة بجبل عمان.

في فيلمه الملحمي “جزر الهند الغربية” يسترجع المخرجميدهندو الموريتاني الأصل، عبر قرون، تاريخاً من أساليب وأدواتالاستعمار الفرنسي في استعباد مستعمراتها في أفريقيا وجزرالبحر الكاريبي، من خلال قوانين خارجة من باريس، قافزة فوقشعار الثورة الفرنسية حرية، اخاء، مساواة.

يفتح الفيلم على اجتماع في قاعة احتفالات تحضره خمسشخصيات، يقوم رئيس الجلسة بعرض فيديو يبين فيه المواطنون،وهم يحصدون قصب السكر، وقافلة من السيارات تحمله إلىمصانع السكر، ويناقش المجتمعون طرد السكان الأصليين،وتشجيعهم على المغادرة، وبوضوح، طرد شعبها لأن هذه الجزر لهاأهمية استراتيجية للتاج الاستعماري.

خمس شخصيات تقرر تطهير أرض من شعبها وإجراء انتخابات مزورة، في تواطؤ ما بين السلطة الاستعمارية، وسلطة الدين،يساعدهم على تنفيذ مخططاتهم مأجورون من أبناء المنطقة.

يتحرك الفيلم بسلاسة ما بين الماضي والحاضر، حيث العودة إلىالعام 1640، عند أول دخول لقصب السكر إلى جزر الكاريبي، وأمامخصوبة المحاصيل تظهر مشكلة الأيدي العاملة، لأن الفرنسيينالبيض لا يتأقلمون مع صعوبة العمل، وحرارة الطقس، وتتفتقالعقلية الاستعمارية الفرنسية، عن استيرادالعبيدمن أفريقيا،عبر شركات تأخذهم من موطنهم في رحلات قاسية، وظروف مهينة،وتشغيلهم في مزارع قصب السكر، لتصبح فرنسا مصدرة للسكر.

وبعد ثمانية أعوام من رحلات العبودية، والعمل في مزارع البيض،يقرر الـخمسة، بعد الزيادة الكبيرة في عدد سكان الجزيرة، وضعخطة من أجل هجرة معاكسة، ولكن إلىباريس، وكل واحد يضععناوين للخطة. ويجسد الفيلم الفكرة بلوحة استعراضية مشغولةبعناية، لغواية السكان الأصليين، حيث حضن فرنسا الدافئ، الذيلا يفصلهم عنه إلا تذكرة قارب أو طائرة لعبور الأطلسي، وهكذا تبدأرحلة أخرى نحو مجهول باريس.

وتكون صدمة هؤلاء المهاجرين بقسوة باريس، وأن ما واجهوهفي موطنهم هو مجرد صدى لعنصرية فرنسا، لتبدأ رحلة جديدة منالعبودية والإقصاء والتهميش، وزيادة ثراء الباريسيين على حسابهؤلاء الذين وقعوا في مصيدة مدينة النور، واستغلالهم بأبشعالصور، من الخدمة، إلى المبيت في الشوارع، والعمل في الأعمال غير المشروعة، وكل ما ينزع عنهم آدميتهم وحقوقهم في الحياة، ولوبحدها الأدنى.

الفيلم هجاء لكل الأفكار العنصرية التي تستهين بالإنسان، وتمردعلى تحالف الأرستقراطيين والانتهازين ورجال الدين وأعوانهم منالمواطنين، وشخصيات من الزنوج تحاول الإفلات من الخطابالعنصري، على مدار أربعة قرون، يأخذنا فيها المخرج إلى محطاتمظلمة من التاريخ الإنساني، حيث التداخل الزمني، في عململحمي، موسيقي راقص، لم يهدأ إيقاعه، وكل مشهد صمم بحيثيعمق الفكرة، ويعطيها دلالتها، بمساعدة حركة للكاميرا غلبت عليهااللقطات الواسعة، باستثناء بعض اللقطات القريبة المدروسة،والتصوير في مكان واحد أشبه بخشبة مسرح، مقسمة إلى طبقاتحسب موقع الشخصيات.

وبذكاء كبير يستخدم المخرج تقنيات العرض المسرحي، ويوظفهالحساب المشهد السينمائي، بتقسيم المشهد إلى مستويين، مستوىأعلى فيه المستعمرون بوجوههم وأزيائهم وعنجهية تفكيرهموسلوكهم، ومستوى أهل الجزيرة، القابعين في المستوى الثاني،وهذا التوظيف أعطى الشخصيات من كلا المستويين حرية التحركفي الزمن عبر مشاهد مكثفة ومترابطة، وصولا إلى اللوحةالختامية، التي تدعو للتمرد على هذا الواقع، والقبض بقوة علىلحظة التمرد، والفرح والأمل، ليس في الكاريبي فقط، وإنما أيضا في الأمريكيتين اللتين صنعهما زنوج أفريقيا بالعرق والدم.

فيلمجزر الهند الغربية، فيلم جريء سواء على مستوى الطرحالفكري، ودعوته الصريحة للتمرد، أو على مستوى المقترحات الفنيةوالجمالية المبهرة، يوظف بوعي الموسيقى والأغنية، من خلال استعراضات مدهشة، نادراً ما نشاهد مثلها في السينما العربية.

يشار إلى أن ميد هوندو (اسمه الكامل محمد عبيد ميد هوندو)، وهو أحد أبرز المخرجين المهاجرين الذين هم من أصول عربية زمن السبعينات من القرن الماضي، ويعتبر أحد أهم رواد السينما الأفريقية.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى