تفاصيل الكاملة لبرنامج (خدمة العلم) الأردني
بوست نيوز :
أعلن وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، ومدير الإعلام العسكري العميد مصطفى الحياري، تفاصيل برنامج خدمة العلم الأردني بحلّته الجديدة.
ويأتي إطلاق البرنامج تنفيذًا لتوجيهات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ضمن رؤية وطنية متكاملة تهدف إلى استثمار طاقات الشباب الأردني، وإعداد جيل منضبط وواعٍ، قادر على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية وصون مكتسبات الوطن.
وأكد المومني أن لقاء سمو ولي العهد مع مجموعة من الشباب، والذي تناول برنامج خدمة العلم، حمل رسائل واضحة حول الدور المحوري للشباب باعتبارهم أكبر مكوّن مجتمعي وأهم ركائز المستقبل. وأوضح أن رئيس الوزراء كان قد وجه قبل عام تقريبًا بإنجاز البرنامج، وظل يتابع تفاصيله عبر لجنة برئاسة وزير الداخلية وعضوية الجهات المعنية كافة.
وبيّن المومني أن الأسباب الموجبة للتعديلات المطلوبة على قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية ستُعرض في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، تمهيدًا لإرسالها إلى مجلس الأمة لاستكمال مراحلها الدستورية. وأشار إلى أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وصقل شخصية الشباب بدنيًا وفكريًا وثقافيًا، من خلال غرس قيم الانضباط والعمل وروح الفريق والتطوع، إلى جانب تعريفهم بتاريخ الجيش العربي وقيمه الراسخة.
ويتضمن البرنامج مسارين رئيسيين: المسار العسكري الذي يشكل الجانب الأكبر من التدريب، والمسار النظري الذي يقدمه مختصون مدنيون في مجالات معرفية واقتصادية وثقافية واجتماعية، بما يضمن التكامل بين التأهيل العسكري والمعرفي.
وسيُطبق البرنامج على 6000 شاب أردني من مواليد 2007 ممن أتمّوا 18 عامًا بحلول 1 كانون الثاني 2026، موزعين على ثلاث دفعات، كل منها تضم 2000 مكلف. وسيتم اختيار المكلفين إلكترونيًا عبر سحب إحصائي محايد، مع مراعاة التوزيع السكاني بين المحافظات، بواقع 300 مكلف لكل محافظة، باستثناء عمّان (1500)، الزرقاء (900)، وإربد (900).
وأكد المومني أن البرنامج سيستمر في السنوات المقبلة ليستوعب أعدادًا أكبر وفق الإمكانات المالية واللوجستية المتاحة. كما أشار إلى مرونة التنفيذ التي تراعي أوضاع الطلبة والعاملين، حيث تحتسب مدة الخدمة بما يعادل 12 ساعة معتمدة جامعيًا، إضافة إلى إقرار آليات للتأجيل أو الإعفاء في حالات يحددها القانون مثل: الابن الوحيد، عدم اللياقة الصحية، الإقامة خارج البلاد، أو طلبة التوجيهي على مقاعد الدراسة. أما عقوبة التخلف عن الخدمة فتتراوح بين 3 أشهر وسنة.
من جانبه، أكد العميد الحياري أن القوات المسلحة ستتولى تنفيذ البرنامج وفق أعلى المعايير التدريبية واللوجستية داخل معسكرات شويعر المجهزة بمرافق الإقامة والرعاية الصحية اللازمة. وأضاف أن مدة الدورة ثلاثة أشهر، تشمل التدريب العسكري والمعرفي، حيث يقيم المكلفون في المعسكر خلال الأسابيع الأربعة الأولى، ثم يُمنحون إجازة 48 ساعة، يليها إجازة أسبوعية من مساء الخميس حتى مساء السبت.
وسيحصل كل مكلف على مخصص مالي شهري قدره 100 دينار. وتتم عملية الاستدعاء عبر وزارة الداخلية ومديريات الشرطة وتطبيق “سند” والرسائل النصية، مع إتاحة الاستعلام من خلال منصة إلكترونية خاصة، دون نشر الأسماء في وسائل الإعلام.
ويغطي التدريب العسكري التمارين البدنية والمهارات الميدانية والتدريب على الأسلحة الخفيفة والانضباط، فيما يشمل المسار النظري موضوعات في التاريخ الوطني، المواطنة، التوعية الأمنية، والإرشاد المهني. ولضمان الانضباط، يُمنع إدخال الهواتف وأجهزة الاتصال إلى المعسكر، مع تخصيص مقسم هاتفي للتواصل مع ذوي المكلفين، واستبدال الوثائق المدنية بأخرى عسكرية رقمية عبر تطبيق “سند”.
وأشار المومني إلى أن الكلفة التأسيسية للبرنامج هذا العام تبلغ 20 مليون دينار، فيما ستصل النفقات السنوية لاحقًا إلى نحو 13 مليون دينار بحسب عدد المكلفين، مؤكدًا أن التمويل سيكون من الموازنة العامة دون أي دعم خارجي.
وخلال المؤتمر، شدد المومني على أن الأردن سيبقى متماسكًا في مواجهة التحديات، لافتًا إلى خطورة ممارسات اليمين الإسرائيلي المتطرف التي تمس مصالح الدول، ومؤكدًا أن الشعب الأردني يقف صفًا واحدًا إلى جانب قواته المسلحة ومؤسساته الوطنية.
كما أكد أن العدالة في الاختيار من أساسيات البرنامج، بحيث لا استثناء لأي شخص، سواء كان ابن وزير أو نائب أو سفير، مشددًا أن حرص سمو ولي العهد انصب على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع الأردنيين.
