اقتصاديات

الأردن: 400 مليون دولار قرض ميسر من البنك الدولي لإصلاح القطاع الصحي

بوست نيوز : 

كشف البنك الدولي، في تقارير حديثة، عن تقديم دعم مالي للأردن عبر قرض ميسر يقدر بنحو 400 مليون دولار، ضمن برنامج “إصلاح القطاع الصحي في الأردن”، وفق ما نشرته يومية الغد. ويهدف هذا القرض إلى تعزيز جهود الحكومة في تحسين كفاءة الإنفاق على الصحة العامة، ورفع جودة تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية.

وأشار البنك إلى أن الدعم يأتي في ظل التأثيرات العالمية والإقليمية على النمو الاقتصادي الأردني، والتي حدّت من قدرة المملكة على الاستثمار في القطاع الصحي، خاصة بعد تدفق اللاجئين إلى البلاد وما صاحبه من ضغط على النظم الصحية.

ووفق الورقة المفاهيمية للمشروع، فقد تركت أزمة اللاجئين السوريين أثرًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية، حيث يُقدر عدد اللاجئين المقيمين في الأردن بنحو 1.3 مليون نسمة، بينهم 650 ألف مسجلون ويحصلون على خدمات صحية مدعومة من الحكومة. وقد أدى الطلب المتزايد على الخدمات الطبية بين اللاجئين إلى إجهاد المستشفيات العامة ومراكز الرعاية الأولية ومرافق الطوارئ.

كما أكدت الورقة أن ارتفاع متوسط العمر المتوقع وشيخوخة السكان يسهمان في زيادة عبء الأمراض غير المعدية (NCDs) والتكاليف المرتبطة بها. وتشير التوقعات إلى أن متوسط العمر المتوقع سيرتفع من 65.6 عامًا في 2021 إلى 75.2 عامًا بحلول 2040، فيما سترتفع نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر من 4.1% إلى 9.2% خلال نفس الفترة. وفي المقابل، من المتوقع أن يبلغ عدد السكان في سن العمل ذروته حول عام 2032، وبعد ذلك سيبدأ عدد المعالين غير العاملين بالزيادة، مما يزيد الضغوط المالية على نظام الرعاية الصحية، ويضاعف تكاليف الأمراض غير المعدية.

وأضافت الورقة أن الصدمات الناجمة عن تغير المناخ تشكل تهديدًا إضافيًا على الصحة، لا سيما الأمراض غير المعدية التي تمثل 75% من عبء المرض، حيث يمكن أن يؤدي التعرض المطول للحرارة الشديدة إلى الإنهاك الحراري، وضربة الشمس، والوفاة، بالإضافة إلى تفاقم حالات مرضية موجودة مسبقًا مثل السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما يساهم تلوث الهواء في تفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

ورغم هذه التحديات، يوفر الأردن تغطية واسعة وإمكانية وصول كبيرة لخدمات الرعاية الصحية، ما يجعله يتفوق في معظم المؤشرات الصحية مقارنة بالدول المجاورة. ومع ذلك، كشف التركيز على الرعاية العلاجية المرتكزة على المستشفيات عن ثغرات في الكشف المبكر عن الأمراض غير المعدية وإدارتها، ما يؤثر على نتائج أخرى مثل وفيات البالغين وعبء الأمراض المزمنة. ومن أبرز التحديات التي يواجهها القطاع الصحي كفاءة وجودة خدمات الرعاية الأولية.

ويأتي البرنامج المقترح متوافقًا مع إطار الشراكة القطرية للأردن للسنوات المالية 2024-2029، إذ يسهم بشكل مباشر في تحسين نتائج رأس المال البشري، وتعزيز صحة البالغين في سن العمل، وبناء نظام صحي أكثر كفاءة، وتحسين الاستجابة للصدمات، بالإضافة إلى توفير حماية اجتماعية أكثر استهدافًا واستدامة. كما يدعم البرنامج المبادرات المرتبطة بالحوكمة، والرقمنة، ودعم الأردن كدولة مضيفة للاجئين.

ويتماشى البرنامج مع رؤية الأردن للتحديث الاقتصادي، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة، وضمان الاستدامة، وكذلك مع الخطط الاستراتيجية لوزارة الصحة التي تركز على تعزيز التغطية الشاملة والمستدامة لخدمات الرعاية الصحية عالية الجودة.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى