عدسة بدر: رحلة كفاح من الشغف إلى الإنجاز

بوست نيوز :-

عمّان – لطالما كان الشاب بدر الشيخ، يرى العالم بعين مختلفة، ولم تكن الكاميرا مجرد أداة لالتقاط الصور، بل كانت نافذته التي يعبر من خلالها عن جمال اللحظات وتفاصيلها الدقيقة.
وموهبته في التصوير كانت واضحة منذُ نعومة أظافره، فكان يجد في كل زاوية قصة، وفي كل صورة حكاية، لكن رغم الشغف الكبير، كانت التحديات المالية تقف حائلاً بينه وبين تحقيق حلمه في العمل بمجال التصوير.
وكان بدر الشيخ يعمل بجد لتحسين دخل أسرته، لكن الطموح كان أكبر من مجرد هواية عابرة أو مهنة روتينية، إذ كان يدرك أن موهبته هي مفتاح تغيير واقعه، وبدأ يلتقط صورًا لمختلف المناسبات والحفلات بسيطة، مستخدماً كاميرا متواضعة، لكن احترافه وشغفه كانا يتحدثان عنه.
ومع مرور الأيام تعمق إيمان بدر الشيخ، البالغ من العمر 29 عامًا، بموهبته وشغفه بمهنته، وهو ما دفعه إلى التوجه نحو شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر، التي آمنت بموهبته وقدراته وقدمت له التمويل اللازم، في خطوة شكلت نقطة تحول حقيقية في حياته.
ورغم أن الأمر لم يكن سهلاً، فقد بدر الشيخ واجه العديد من الصعوبات في البداية لكن إصراره وشغفه كانا أقوى من كل التحديات، التي تخطى أغلبها مع مرور الوقت، كما لجأ بدر الشيخ إلى مختلف شبكات التواصل الاجتماعي من أجل أن يعرض ما تلتقطه عدسة كميرته بهدف إظهار مهاراته وتقيدم خدماته لكل من يحاج إليها.
ولم يقتصر نجاح بدر، الذي يقطع مع أسرته في منطقة مرج الحمام، التابعة للعاصمة عمّان، على تحقيق حلمه الشخصي فحسب، بل امتد تأثيره ليشمل أسرته، فبفضل ما يجنيه من عمل في التصوير، استطاع بدر تحسين ظروف عائلته المعيشية، وتغطية الالتزامات المالية.
كما أن عمله انعكس بشكل كبير على شخصيته، حيثُ تعززت ثقة بنفسة وإرتفع منسوب إيمانه بقدراته، وتوسع بقادة معارفه وأصدقائه، حتى أنه أصبح “لديه القدرة على التعامل مع مختلف المستويات والشخصيات”، بحد تعبيره.
وتُشكل حكاية بدر الشيخ قصة أمل وإصرار، تؤكد أن الموهبة يمكن أن تكون أساسًا لنجاح كبير إذا ما وجدت الفرصة المناسبة، التي وفرتها في قصته شركة “صندوق المرأة”، وكان الأمر محط شكر وتقدير لدى بدر، الذي ثمن دور الشركة في تحويل حلمه إلى حقيقة على أرض الواقع.