بوست نيوز :-
يحلل Arthur Hayes في مقاله “ Buffalo Bill” الوضع المالي العالمي عبر التركيز على ميزانية الولايات المتحدة ، والسياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي ، وانعكاساتها على أسواق العملات والذهب والبيتكوين .
أبرز الدلائل الرقمية التي عرضها :
● العجز المالي الأمريكي بلغ مستويات تاريخية :
o عام 2023 وصل إلى 1.7 تريليون دولار ، أي ما يعادل 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي .
o التوقعات للأعوام 2024 – 2025 تشير إلى استمرار عجز يفوق 5% من الناتج المحلي سنويا ً .
● نفقات الفوائد على الدين العام الأمريكي تجاوزت 1 تريليون دولار سنويا ً ، أي أكثر مما تنفقه الحكومة على الدفاع أو الصحة .
● العلاقة بين الدين والناتج المحلي :
● الدين الفيدرالي وصل إلى أكثر من 120% من الناتج المحلي ، وهو أعلى من مستوى الحرب العالمية الثانية .
● أهداف الولايات المتحدة الأمريكية القادمة :
امتصاص رؤوس أموال اليورو – دولار (10-13 تريليون دولار ) وودائع دول الجنوب العالمي ( حتى 21 تريليون دولار ) لتمويل الدين الأمريكي الهائل عبر شراء سندات الخزانة ( T – Bills ) .
o ماذا يحصل الآن :
o 1. انهيار نظام اليورو – دولار
o نظام الدولار والعملات الأوروبية – يور لاحقا – نشأ في الخمسينيات لتجنب القيود الأمريكية وأصبح ضخم ً ا (10-13 تريليون دولار ).
o مشكلتان رئيسيتان :
o لا أحد يعرف الحجم الفعلي للأموال .
o هذه الأموال لا ت ُ ستخدم لشراء سندات الخزانة الأمريكية .
o الحل : إضعاف هذا النظام عبر العملات المستقرة التي تضمن ارتباطها بالدولار بشكل مباشر .
o 2. تآكل الثقة بعد 2008
o بعد الأزمة المالية وعمليات التيسير الكمي QE ، فقدت البنوك المركزية الثقة بالدولار ، وزادت حيازتها من الذهب .
o الرسم البياني 1 : صعود نسبة الذهب في احتياطيات البنوك المركزية بعد 2008.
o الرسم البياني 2 : أداء سندات الخزانة مقابل الذهب ( TLT/Gold
) – انخفاض 80% منذ 2009.
o 3. العملات المستقرة الأمريكية كأداة هيمنة
o نموذج عمل العملات المستقرة المقبولة :
o الإيداع بالدولار → إصدار توكن رقمي ( USDT مثل ً ا ).
o الاستثمار فقط في سندات الخزانة القصيرة الأجل .
o الفارق ( NIM) هو ربح الم ُ صدر .
o النتيجة : تتحول العملات المستقرة إلى مشتري ضخم وغير حساس للسعر لسندات الخزانة الأمريكية .
o 4. التداعيات على الجنوب العالمي
o الحكومات في الجنوب العالمي تفرض قيود ً ا على الدولار .
o إذا دمجت شركات مثل واتساب / ميتا محافظ العملات المستقرة ، فإن المليارات سيحصلون على حسابات دولارية مباشرة . وهذا يعني : فقدان البنوك المركزية المحلية السيطرة على السيولة النقدية .
o 5. حجم السوق المستهدف ( TAM )
o اليورو – دولار : 10 – 13 تريليون دولار .
o ودائع الجنوب العالمي + أوروبا الفقيرة : ~21 تريليون دولار .
o الإجمالي : 34 تريليون دولار يمكن استيعابها عبر العملات المستقرة .
● أسواق الذهب والبيتكوين :
o الذهب حقق مستويات قياسية فوق 2,400 دولار للأونصة .
o البيتكوين سجل قمما ً جديدة متجاوزا ً 100 ألف دولار ، ويعتبره Hayesالملاذ الأمثل مقابل انهيار النظام المالي الورقي .
● نظام اليورو – دولار يضعف تدريجي ً ا ، والعملات المستقرة ستستحوذ على دوره .
● الثقة بالدولار انخفضت بعد 2008، لكن الولايات المتحدة وجدت الحل عبر فرض العملات المستقرة كمصدر جديد للطلب على السندات .
● التداعيات على الدول الناشئة : دخول العملات المستقرة سيقو ّ ض السيطرة النقدية للبنوك المركزية المحلية ، وسيحو ّ ل المواطنين مباشرة إلى الدولار الرقمي بدل ً ا من العملة الوطنية .
● الإمارات والسعودية والصين فهمت هذا مبكر ً ا ، لذا تتحرك نحو إصدار عملات رقمية وطنية خاصة بها لحماية سيادتها النقدية
● تراجع دور السندات الأمريكية كملاذ آمن بسبب طباعة الدولار غير المنضبطة ، مما يعني أن الدول والمستثمرين يبحثون عن بدائل ( ذهب ، بيتكوين ، عملات مستقرة ).
الرؤية الأردنية : حماية الدينار في مواجهة العاصفة
هذا المشهد العالمي يفرض على الدول النامية – مثل الأردن – إعادة التفكير جذريا ً في أدواتها النقدية .
● الدينار الأردني اليوم مرتبط بالدولار الأمريكي ، ما يجعله عرضة مباشرة للتقلبات الناتجة عن العجز الأمريكي وفقدان الثقة بالدولار .
● هنا تبرز أهمية إصدار عملة مستقرة أردنية (JordanianStablecoin) تكون مرتبطة بالدينار ومدعومة باحتياطيات حقيقية ( ذهب ، أصول إنتاجية محلية ، وربما جزء من الدولار ).
● هذه الخطوة ستوفر :
1. حماية الدينار من التآكل أمام العملات المستقرة الدولية المرتبطة بالدولار .
2. تعزيز السيادة النقدية الأردنية .
3. تمكين الاقتصاد الرقمي المحلي عبر ربط الشباب والشركات الناشئة بنظام مالي مرن وحديث .
نموذج مشابه تطبقه الإمارات العربية المتحدة ، التي أصدرت عملتها الرقمية المستقرة للدرهم ( Digital Dirham) ضمن مشروع متكامل للسيادة النقدية وحماية عملتها من الهيمنة المطلقة للدولار المستقر .
من النيوليبرالية إلى التكنولوجيا : اقتصاد سوق اجتماعي عادل
إذا دمجنا هذه الرؤية مع التحليل الأوسع للتحولات الاقتصادية :
● النيوليبرالية منذ الثمانينيات فصلت المال عن الإنتاج الحقيقي ، ما أدى إلى ديون هائلة ، خصخصة ، وتبعية اقتصادية في دول مثل الأردن .
● التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تفتح الباب لاقتصاد جديد إذا تم توجيهها ضمن اقتصاد سوق اجتماعي ، يوازن بين حرية السوق والتدخل الاجتماعي .
o الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يمكن أن ترفع الإنتاجية وتدعم الخدمات العامة .
o البلوك تشين والعملات المستقرة توفر شفافية ، تقلل الفساد ، وتزيد من ثقة المجتمع .
الأردن : من التحديات إلى الفرص
● المديونية الأردنية مرتفعة والنمو الاقتصادي ما زال ريعي ً ا .
● مساهمة قطاع التكنولوجيا لا تتجاوز 4% من الناتج المحلي رغم القدرات الشبابية .
● الفرصة : دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع عملة مستقرة وطنية و اقتصاد إنتاجي تشاركي يركز على المشاريع الصغيرة والابتكار ، مع حماية اجتماعية وعدالة توزيعية .
الخلاصة
● العالم يتجه نحو أزمة مالية كبرى تقودها الديون الأمريكية وتراجع الثقة بالدولار .
● الذهب والبيتكوين يصعدان كبدائل ، والدول الذكية بدأت بتأسيس عملات مستقرة خاصة بها .
● الأردن بحاجة عاجلة لإطلاق عملة مستقرة وطنية لتأمين ديناره ، مستفيد ً ا من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ، ضمن إطار اقتصاد سوق اجتماعي عادل يحمي العدالة ويوجه الابتكار نحو التنمية لا نحو الهيمنة .
ملاحظة :
هذه ورقة بحثية مالية اقتصادية موجهة لوزارة المالية الأردنية لاتخاذ اجراءات فورية وعملية لأهمية استصدار عملة وطنية مستقرة عبر شبكات البلوكتشين العالمية .
كتب هذه الورقة :
م . سري القاسم , مسؤول جمعية البلوكتشين العالمية GBA في الشرق الأوسط
أ . وائل منسي , مدير البرامج في مركز التمكين المجتمعي وشريك
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط