محليات

جلسة الافتتاح: مؤتمر الإعلام والاتصال المومني: ضرورة مواجهة التضليل الإعلامي دون تقييد الحريات منصور: الصحافة بين الخطر الرقمي والعدوان الميداني الداوود: الأردن يخوض معركة إعلامية سفير الاتحاد الأوروبي: الملتقى فرصة للحوار وعرض الحقائق رئيس اتحاد الصحفيين العرب: الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي غائبة عند العرب النسور: الإعلام الحر مرآة المجتمع الاتحاد الدولي للصحفيين: حرية الصحافة لا تتحقق من دون حماية الصحفيين

بوست نيوز :-

 

 

 

 

انطلقت الجلسة الافتتاحية لملتقى مستقبل الإعلام والاتصال في عمّان اليوم تحت شعار الإعلام من الحرية والحماية إلى التمكين والتغيير قدّمها الإعلاميان سارة دراوشة ومحمد الحتاملة. وافتُتح الحفل بعزف السلام الملكي الأردني وعرض فيلم قصير عن شهداء الصحافة في غزة، أعقبه وقوف الحضور دقيقة صمت حدادًا على أرواح الصحفيين الذين استشهدوا أثناء تغطيتهم العدوان على غزة.

منصور: الصحافة بين الخطر الرقمي والعدوان الميداني
وفي كلمته الترحيبية، أكد مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور أثر العدوان على غزة وما تعرض له الصحفيون من مخاطر؛ إذ أصبح أكثر من 250 صحفيًا وصحفيًة أهدافًا مباشرة، ما أدى إلى استشهادهم، مشيرًا أيضًا إلى ما يحدث في دول الجوار مثل سوريا ولبنان، داعيًا للتساؤل حول حرية الصحافة واستقلالها في ظل فشل المؤسسات الدولية في حمايتها. وأعرب منصور عن أسفه لعدم حضور الوفد الفلسطيني للملتقى بسبب الظروف الراهنة.
وتحدث عن الإعلام والتطور التكنولوجي من ذكاء اصطناعي وربوتات وتهديد النزاهة الصحفية أمام “الترند”، وللسبب ذاته اشتمل تنظيم الملتقى على ثلاثة محاور وهي تمكين الصحفيين والحماية والسلامة المهنية والإعلام الجديد، والتي سيعقد من خلالها 33 جلسة بمشاركة 98 شخصية و 32 ميسرًا وستركز على اهمية الأمان المعيشي بالإضافة للتحديات الأخرى مثل التمويل. معلنًا عن إطلاق مبادرة بالتعاون مع قناة المملكة لطلبة الجامعات وصناع المحتوى لإنتاج محتوى رقمي وكذلك عقد برامج تدريبية.

المومني: ضرورة مواجهة التضليل الإعلامي دون تقييد الحريات
وقال وزير الاتصال الحكومي، محمد المومني، إن الأردن ماضٍ في ترسيخ بيئة إعلامية قائمة على الاعتدال والاستقرار، وتمكين الصحفيين من أداء رسالتهم النبيلة في البحث عن الحقيقة ونقلها بمهنية واحتراف. موضحًا أن حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان وجزء من معادلة أمن الوطن الأردني، مشددًا على أن حق الناس في التعبير والنقد محفوظ تحت مظلة القانون.
وأشار إلى الدور المحوري للإعلام في تشكيل الوعي العام وصناعة القرار المبني على الحقيقة، مؤكدًا أن حرية الإعلام ركيزة لأي مجتمع ديمقراطي مزدهر، وأن الأردن يعمل على توفير بيئة حاضنة ومسؤولة لذلك. وحذّر من التحديات التي تواجه المشهد الإعلامي، وفي مقدمتها التضليل الإعلامي والأخبار الكاذبة، واصفًا مواجهتها بأنها ضرورة لحماية المجتمعات والأمن الفكري. قائلًا إنَّ “حرية بلا مسؤولية تعني فوضى، ومسؤولية بلا حرية تعني ديكتاتورية”.
وبيّن الوزير أن الأردن اتخذ خطوات عملية لمواجهة هذه الظواهر، ليس عبر تقييد الحريات، بل عبر تعزيز الشفافية، ونشر المعلومة الصحيحة، وتشجيع مبادرات التحقق، مؤكدًا أن تجربة الأردن في التربية الإعلامية والمعلوماتية أثبتت فعاليتها كنموذج وطني في مواجهة الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية.

الداوود: الأردن يخوض معركة إعلامية

من جانبه، رحّب نائب نقيب الصحفيين الأردنيين، عوني الداوود، بالحضور والمشاركين من الأردن ومختلف الدول، ومن نقابة الصحفيين العرب واتحاد الصحفيين الدوليين، مؤكدًا على التحديات الإقليمية، وخاصة في غزة، وما أسفر عنه العدوان من استشهاد الصحفيين والصحفيات.
وأوضح أن الأردن يخوض معركة إعلامية في المحافل الدولية بقيادة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا، مشددًا على دور النقابة في مواجهة محاولات التشويه والتشكيك.
وعرج على استراتيجية النقابة 2026-2028 وخططها لحماية المهنة والتصدي لمنتحلي صفة الصحفي، لافتًا إلى تحويل أكثر من 200 شخص للقضاء بسبب مزاولة المهنة دون ترخيص. كما أكد ضرورة مراجعة قانون نقابة الصحفيين، مع تشكيل لجنة لوضع مشروع قانون متوافق مع التطورات، وتوسيع التعاون مع المؤسسات والاتحادات المحلية والدولية في مجالات التدريب ورفع كفاءة الصحفيين، خاصة في الإعلام الرقمي.

كريستوف: الملتقى فرصة للحوار وعرض الحقائق

أما سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، بيير كريستوف تشاتزيسافاس، فقد عبّر عن موقف الاتحاد الثابت تجاه الأردن وفلسطين، مؤكدًا دعم المؤسسات الفلسطينية والأونروا، ومشيرًا إلى إعلان خمس دول أوروبية اعترافها بدولة فلسطين، وما يترتب على ذلك من آثار اقتصادية وسياسية إيجابية.
ودعا إلى محاسبة مرتكبي الجرائم في غزة، مشيرًا إلى فرض عقوبات ستدخل حيز التنفيذ فورًا، مع إعادة النظر في التعاون مع إسرائيل. مشددًا على أن الملتقى يمثل فرصة للحوار وعرض الحقائق، مثنيًا على جهود القائمين عليه.

اللامي: الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي غائبة عند العرب

ونوّه رئيس اتحاد الصحفيين العرب، مؤيد اللامي، إلى أهمية محاور الملتقى، مشيرًا إلى أن موضوعات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي تُدرس عالميًا لكنها غائبة في الوطن العربي، وأن مخاطر الذكاء الاصطناعي أكبر من أن تُعتبر قضية إعلامية فقط، بل هي قضية شاملة.
واختتم كلمته بتحية لفلسطين والصحفيين في غزة، مشيدًا بجهودهم لنقل الحقيقة رغم الصعوبات والمخاطر الكبيرة التي يواجهونها.
من جانبه
النسور: الإعلام الحرّ مرآة المجتمع
في حين قال مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان للشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد النسور إن الإعلام الحر هو مرآة المجتمع وصوته، وبدونه تغيب الحقيقة، وتستحيل المحاسبة، ويبتعد تحقيق العدالة.
وأوضح أن تقارير مؤسسات دولية موثوقة مثل “مراسلون بلا حدود” و”اللجنة الدولية لحماية الصحفيين” تظهر أن المنطقة العربية ما زالت تسجل أدنى المراتب عالميًا في مؤشرات حرية الصحافة، وأن الصحفيين العرب يدفعون ثمنًا باهظًا في سبيل كشف الحقيقة من خلال الملاحقات والتضييق والاستهداف، خاصة في مناطق النزاع، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
وشدد النسور على أن للشعوب الحق في معرفة الحقيقة، مؤكدًا التزام المفوضية بدعم حرية الإعلام وحماية الصحفيين.

بيلانجي: حرية الصحافة لا تتحقق من دون حماية الصحفيين
بدوره، أوضح الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، أن الصحافة ليست مجرد وسيلة للتنبؤ، بل تقوم على الحقائق ونقلها بدقة.
وأكد وقوفه ضد الطغيان والمجازر، مشيرًا إلى المأساة التي تعرض لها الصحفيون في غزة، داعيًا المؤسسات والحكومات إلى التحرك لمواجهة هذا الواقع. وشدد على أن حرية الصحافة لا تتحقق من دون حماية الصحفيين، معربًا عن أسفه لمقتل 225 صحفيًا في غزة.

ويُعقد الملتقى في نسخته الثالثة بمشاركة أكثر من 750 إعلاميًا وإعلامية وناشطًا وصانع محتوى وخبيرًا، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دولية من مختلف أنحاء العالم. وعلى مدار يومين، يناقش المشاركون قضايا محورية تتعلق بحماية الصحفيين وواقع الحريات الإعلامية، والتحديات التي تواجه المهنة في ظل النزاعات والأزمات، إلى جانب سبل بناء القدرات والارتقاء بالاحتراف المهني في زمن أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي عنصرًا رئيسيًا في صناعة الإعلام، مع التوقف عند تحولات المشهد السياسي في المنطقة وانعكاساتها على الساحة الإعلامية.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى