شريط الاخبار

الشرق الأوسط الجديد صراع السياسات وتحولات الهوية والمشروع الصهيوني زحالقة: الشرق الأوسط الجديد يُعيد تشكيل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جول : تركيا بعد 2020 عادت لسياساتها الخارجية الراسخة البراري : أكتوبر أعاد تشكيل الواقع الفلسطيني وطرح التهجير

بوست نيوز :-

 

 

 

استكملت جلسات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال فعالياتها بمناقشات متخصصة تناولت أبرز الملفات الإقليمية والدولية الراهنة، مع التركيز على التحولات السياسية والإعلامية في الشرق الأوسط. ومن ضمن هذه الجلسات، جاءت جلسة بعنوان “الشرق الأوسط الجديد.. العرب ما بين إيران وتركيا وإسرائيل.. مقاربات إعلامية”، التي قدّمت منصة للحوار بين خبراء في العلوم السياسية والإعلام والشؤون الإيرانية.
وشارك في الحوار المحاضر في العلوم السياسية جمال زحالقة، ورئيس تحرير الإندبندنت والشرق الأوسط التركية محمد جول، وأستاذ العلاقات الدولية حسن البراري، ورئيس قطاع الأخبار للشركة المتحدة سمير عمر، والباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي، وأدارت الجلسة الإعلامية ميرنا إيهاب.
وتمحورت المناقشات حول رؤية القوى الإقليمية الكبرى لمستقبل المنطقة، بما في ذلك الصراعات المفتوحة والتحديات السياسية والاستراتيجية، ودور المقاومة الفلسطينية في تحديد موازين القوى، فضلاً عن التحولات المرتبطة بالملف النووي الإيراني والصعود القومي في طهران، ضمن سياق محاولات إعادة رسم خريطة المنطقة بما يعرف بـ”الشرق الأوسط الجديد”.
سمير عون: اسرائيل نجحت …
بدوره، قال رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة، سمير عمر، إن مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” يعد تسمية استعمارية ذات طابع عنصري صاغها الغرب، مؤكدًا أن استخدامه يعني استجابة وتطبيعًا مع الرؤية الإسرائيلية.
وأوضح عمر أن هذا المصطلح بدأ تداوله حتى قبل طرحه من قِبل شمعون بيريز، مستشهداً بتصريح لرئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير بعد حرب 1967، حين قالت إن التسوية بالنسبة لها تعني أن تتمكن من التسوق في سوق الحميدية بدمشق دون أن يثير ذلك استغرابًا، أي أن تصبح إسرائيل جزءًا طبيعيًا ومقبولًا من المنطقة.
وأشار إلى أن مصر وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل، إلا أن الوعي الجمعي العربي ظل رافضاً لفكرة السلام أو التعامل الإيجابي معها، ما جعل القيادة السياسية العربية تنجح بقيادة المشهدين بكفاءة، حيث استمر الشعب بنبذ كل محاولات التطبيع ومعاقبة من يتورط بها، في ما يشبه “حركة مقاومة داخلية”.
وبيّن عمر أن الحديث عن “شرق أوسط جديد” يعني عمليًا إعادة رسم الحدود وفق الرؤية الإسرائيلية؛ إذ نجحت إسرائيل في فرض معايير مقلوبة يُوصم فيها اليهودي الذي يعارض سياسات الدولة العبرية بأنه “معادٍ للسامية” أو حتى “كاره لنفسه”.
ولفت إلى أنَّ آليات إسرائيل في فرض هذا المشروع لا تقتصر على البعد السياسي والاقتصادي، بل تتعداه إلى محاولات جذرية لإعادة رسم الخرائط وتغيير بنية المنطقة برمّتها.
د. جمال زحالقة: هدف اسرائيل في المنطقة نشر الخوف أيضا
في السياق ، أوضح محاضر في العلوم السياسية الدكتور جمال زحالقة أن مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” ليس جديدا وإنما يُستخدم ضمن مجموعة مفاهيم مختلفة بين التحليلات الأمريكية والسورية والإسرائيلية، ورغم أن هناك اختلافات في التسمية والمقاربات فإن الفكرة الأساسية هي أنه إذا لم يتم مواجهة السياسات الإسرائيلية، فإنه ستتشكل خطوط جديدة في المنطقة تؤدي إلى تغييرات جذرية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعلاقات العربية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن السلام الاقتصادي والسياسي الذي رافق عملية السلام سابقا كان قائما على مصالح إقليمية واقتصادية إسرائيلية، بما في ذلك فتح الأسواق العربية أمام المنتجات الإسرائيلية، وفق معادلة شيمون بيريس التي مزجت المصالح الإسرائيلية بالاعتبارات الاقتصادية، مضيفا أن هذه السياسات كانت جزءًا من جهود إسرائيل للسيطرة على القرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة بعد الانتصارات العسكرية خصوصا في مصر.
وشدد زحالقة على أن الهدف الإسرائيلي في المنطقة لا يقتصر على الجانب العسكري وإنما يشمل أيضا نشر الخوف وتقويض الروابط بين الدول العربية والفلسطينيين، من خلال التحكم في التعليم والوعي السياسي وإضعاف قدرة الفلسطينيين على الارتباط بالمدن والمجتمعات العربية المجاورة، مؤكدا أن هذا المنطق يمتد إلى محاولات التأثير على سوريا والمنطقة بشكل أوسع حيث تُستخدم أدوات سياسية واقتصادية وأمنية لتحقيق السيطرة الشاملة ونشر حالة من الرهبة بين السكان.
محمد جول: هدف تركيا في سوريا لم يكن تغيير النظام
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية التركية، أشار رئيس تحرير الاندبندت والشرق الاوسط التركية محمد جول إلى أن التوجه التركي شهد انحرافا بعد الربيع العربي حيث اتضح أن السياسات التي انتهجتها تركيا حتى عام 2020 لم تكن متوافقة مع مصالحها الاستراتيجية، ومع ذلك عادت تركيا بعد 2020 إلى سياساتها الراسخة القائمة على عدم التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية، مع الحفاظ على موقف متوازن تجاه إسرائيل إذ لم يتم التطبيع الكامل رسميا إلا بعد اتفاق أوسلو وتطبيع بعض الدول العربية لاحقا.
وبالنسبة للتدخل العسكري التركي في سوريا أوضح أن الهدف لم يكن تغيير نظام دمشق وإنما التعامل مع التحديات الأمنية وحماية الحدود التركية من تنظيم داعش وما شابه بهدف حماية الأمن القومي التركي،مشيرا الى المشهد السياسي قبل الربيع العربي كان يقوم على شبكة اقتصادية متكاملة بين دول الجوار، رغم وجود العديد من الإشكالات التي تحدّ من المشروع التنموي الإقليمي وذلك تأكيدا لفرص تكامل عربي تركي متصالح مع ايران لمواجهة اسرائيل.
فاطمة الصمادي: حماس لا تعد ذراعا لإيران
وعلى صعيد إيران والصراع مع اسرائيل، قالت الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، فاطمة الصمادي، إن المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا حركة حماس، لا تُعد ذراعًا لإيران في المنطقة، موضحة أن العلاقة بين الطرفين لطالما شابها خلافات جوهرية، أبرزها الموقف من الملف السوري.
وأشارت إلى أن التحول في سوريا كان بمثابة خسارة استراتيجية كبيرة لإيران، مؤكدة أن تدخل طهران هناك كان خطأ استراتيجيًا كلّفها أثمانًا باهظة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأخلاقية، ما انعكس بوضوح على الداخل الإيراني.
وأكدت الصمادي أن الصراع مع إسرائيل يحتل موقعًا مركزيًا في تشكيل الرؤية السياسية الإيرانية، خاصةً أن تل أبيب تسعى لفرض “شرق أوسط جديد”، في حين تتبنى إيران تصورًا مختلفًا للمنطقة.
وفي ما يتعلق بالملف النووي، حذّرت من أن اقتراب نهاية الاتفاق النووي الإيراني، مع اتجاه الغرب نحو استئناف العقوبات عبر مجلس الأمن، قد يدفع طهران إلى إعادة النظر في عقيدتها النووية وربما الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، معتبرة أن امتلاك إيران للسلاح النووي بات مسألة وقت.
ولفتت الصمادي إلى صعود التيار القومي داخل إيران، خاصة بعد المواجهة مع إسرائيل، وهو ما يشير إلى تراجع الفكر الإسلامي التقليدي لصالح تيار يمزج بين القومية والإسلام السياسي.
ومن جانب البنية المجتمع الصهيوني أكد البراري أن الخطة الإسرائيلية واضحة وأن أحداث أكتوبر شكلت نافذة لإعادة تشكيل الواقع الفلسطيني بحيث يبقى التهجير أحد السيناريوهات المطروحة بقوة ، لافتا الى أن هوية الدولة أمام الفلسطينيين تطرح ثلاثة مسارات محتملة أولها دولة ثنائية القومية تحكمها أغلبية فلسطينية وفق معادلات ديمقراطية، وهو مسار صعب القبول أما الثاني فهو دولة ثنائية القومية تحكمها أقلية يهودية وهو خيار مرفوض كليا فيما يتمثل الثالث في ضمان التفوق الديموغرافي الإسرائيلي، وهو ما يعكس الاتجاه الغالب في السياسات الإسرائيلية.

وأوضح أن المسألة لا تتعلق بـ مجرد تغيير تسمية “الشرق الأوسط الجديد” وإنما الخطورة الحقيقية تكمن في تقسيم الشعب الفلسطيني وتجزئته، كما تساءل عن إمكانية أن تبقى إسرائيل دولة منبوذة ومعزولة، مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي ليس مطلقاً أو شاملا وأن هناك استطلاعات رأي حديثة تكشف عن تحولات لافتة داخل المجتمع اليهودي حيث تشير بعض النتائج إلى أن 60% من الشباب اليهودي يؤيدون حركة حماس، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤل أكبر حول ما إذا كان المشروع الصهيوني يمتلك القدرة على التكيف مع هذه المتغيرات.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى