محليات

الأمير الحسن بن طلال يرعى افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي لتاريخ وآثار الأردن السادس عشر

بوست نيوز : 

تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، انطلقت أمس الاثنين أعمال المؤتمر الدولي لتاريخ وآثار الأردن السادس عشر (ICHAJ 16) تحت عنوان: “علم الآثار والاستدامة: التعلم من الماضي من أجل مستقبل آمن وقوي”، والذي تنظمه وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة بالتعاون مع جامعة أثينا الوطنية والكابوديستريان. ويُعقد المؤتمر في العاصمة اليونانية أثينا خلال الفترة من 22 إلى 26 أيلول الجاري، بمشاركة واسعة محلياً وعربياً ودولياً، ويستمر خمسة أيام.

وخلال الافتتاح، شدّد سمو الأمير الحسن على أهمية استلهام الدروس من التاريخ والإرث الحضاري الأردني لفهم الحاضر ومواجهة التحديات العالمية الراهنة، بما يضمن مستقبلاً مستقراً وقوياً للمنطقة والعالم. وأكد سموه أن انعقاد المؤتمر في أثينا يحمل دلالات عميقة، إذ تمثل المدينة ملتقى للحضارات والثقافات، ما يعكس حقيقة أن الحضارة نتاج للتلاقي والتبادل بين الشعوب على مر العصور، لا ثمرة لجهد أمة واحدة فقط.

ونوّه سموه إلى العلاقات الحضارية المشتركة التي تربط الأردن بالإرثين اليوناني والروماني، مروراً بمملكة الأنباط في البتراء، وصولاً إلى الحقبة الإسلامية، مؤكداً أن هذه التراكمات التاريخية جعلت من الأردن عبر العصور نقطة التقاء حضاري وتجاري محوري. كما أشار إلى أن الإرث الأردني، بما يحويه من نماذج في الزراعة المستدامة منذ العصور النيوغاليثية وصولاً إلى ممالك عمون ومؤاب وأدوم، يمثل شاهداً على عمق التجربة الإنسانية في الاستدامة.

ودعا سمو الأمير إلى حماية هذا المخزون المعرفي والثقافي وتوريثه عبر الأجيال ضمن قواعد بيانات دقيقة تساعد في اتخاذ قرارات رشيدة لمواجهة تحديات المياه والغذاء والطاقة، مؤكداً أن التعلم من الماضي يعزز القدرة على استباق الأزمات والكوارث. كما لفت إلى دور المشرق في رفد الحضارة اليونانية بالمعرفة، معتبراً إياه نقطة ترابط أساسية في المسار الحضاري العالمي، ومشدداً على ضرورة “أنسنة التاريخ” وصون كرامة الإنسان في مختلف أشكال التعامل مع الإرث الحضاري.

وفي سياق حديثه، تطرّق سمو الأمير إلى المأساة الإنسانية في غزة، مبيّناً أن ما تتعرض له من “إبادة تعليمية وبيئية” يهدد بانهيار مكتسبات استغرق بناؤها عقوداً طويلة، ومحذراً من أن يتحول ذلك إلى “إبادة فكرية” تقوّض قدرة الأجيال على التفكير والإبداع.

من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين أن المؤتمر يبرز مكانة الأردن التاريخية ودوره الحضاري بين الأمم، مشيراً إلى أنه يمثل حدثاً فريداً يعكس الهوية الأردنية المتجذرة ويفتح آفاقاً للتعاون الدولي. فيما أوضح مدير دائرة الآثار العامة الدكتور فوزي أبو دنة أن انعقاد المؤتمر في اليونان يرسخ التواصل الثقافي الممتد بين البلدين منذ آلاف السنين، ويؤكد أهمية استمرارية هذا التفاعل في مواجهة تحديات العصر.

كما حضرت الافتتاح سمو الأميرة دانا فراس، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة من مملكة البحرين، ورئيس جامعة أثينا الوطنية، إلى جانب نخبة من الباحثين والأكاديميين من الأردن والدول العربية والأجنبية. وأكدت الشيخة مي في كلمتها على الدور المحوري للإرث الثقافي في حماية مقدرات الشعوب والنهوض بالفكر الإنساني، مشيدة بدور الأردن التاريخي والحاضر في محيطه الإقليمي.

يذكر أن مؤتمر تاريخ وآثار الأردن يُعقد كل ثلاثة أعوام منذ انطلاق نسخته الأولى في جامعة أكسفورد عام 1980 بمبادرة من سمو الأمير الحسن بن طلال، وقد استضافته خلال العقود الماضية دول عدة منها ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة، أستراليا، وإيطاليا.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى