الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة تنظم حواراً موسعاً مع قيادتي شركة البوتاس العربية م. أبو هديب: “البوتاس العربية” تلعب دوراً محورياً في الأمن الغذائي العالمي ومسؤوليتها المجتمعية جزء من هويتها. د. النسور: خارطة طريق حتى 2034 لتعزيز تنافسية شركة البوتاس العربية وتوسيع حضورها في الأسواق العالمية

بوست نيوز :-
م. الحباشنة: “البوتاس العربية” نموذج وطني مشرف يجمع بين التميز الصناعي والالتزام المجتمعي
عمّان – ضمن اللقاءات الحوارية التي تعقدها الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة مع المؤسسات الوطنية الرائدة، استضافت الجمعية برئاسة المهندس سمير الحباشنة، رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية المهندس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور، في جلسة حوارية موسّعة عرضت خلالها إدارة الشركة واقع الأداء التشغيلي والمالي، والمشاريع المنجزة، وخططها الاستثمارية المستقبلية.
تناولت الجلسة التي أدارها الأستاذ سامي الغزو، التطورات المتقدمة التي حققتها الشركة، وأبرز مشاريعها ورؤيتها الاستراتيجية الممتدة حتى عام 2034، إضافة إلى دورها الاجتماعي باعتبارها إحدى ركائز الاقتصاد الأردني.
واستهل الحباشنة اللقاء بكلمة ترحيبية أكد فيها أن الجمعية دأبت منذ تأسيسها على أن تكون فضاءً مفتوحاً للنقاش الوطني، ومنبراً لتبادل الأفكار والتجارب مع قيادات المجتمع ومؤسساته الاقتصادية، مشيراً إلى أن استضافة البوتاس العربية تكتسب أهمية باعتبارها نموذجاً وطنياً مشرفاً يجمع بين التميز الصناعي والالتزام المجتمعي.
وشدد المهندس الحباشنة، على أن مثل هذه اللقاءات تعكس حرص الجمعية على إبراز قصص النجاح الوطنية وتكريس ثقافة الحوار والشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع المدني.
من جانبه، قدّم المهندس أبو هديب قراءةً لمسيرة الشركة بوصفها تجربة أردنية ناجحة بكل المقاييس، نتجت عن رؤية واضحة واستثمارات محسوبة وحسن توظيف للموارد، ما رسّخ حضور الشركة كلاعب محوري في صناعة البوتاس والأسمدة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأوضح المهندس أبو هديب، أن شركة البوتاس العربية شهدت في الأعوام الأخيرة تقدماً ملحوظاً في كفاءة العمليات ومرونتها، الأمر الذي عزّز موقعها في أسواق الأسمدة وأسهم في استقرار شبكات الإمداد للقطاع الزراعي في مناطق عدة حول العالم، وهو ما يجعل دورها جزءً من منظومة الأمن الغذائي الدولي.
وعلى مستوى التخطيط بعيد المدى، أشار المهندس أبو هديب أن “استراتيجية النمو لقطاع الأسمدة والكيماويات المشتقة (2024–2034)”، تعد برنامج عمل مرحلي يستهدف تعظيم القيمة المضافة محلياً عبر تطوير صناعات تحويلية داخل المملكة وتكامل عناصر الإنتاج، بما يفتح آفاقاً جديدة للتنافس في صناعات المستقبل.
وتقاطعت هذه الرؤية، بحسب المهندس أبو هديب، مع توجهات الدولة في المشاريع التنموية الكبرى، حيث تسعى الشركة إلى مواءمة خططها المؤسسية مع المبادرات الوطنية بما يعزّز موقع الأردن كمركز إقليمي للصناعات التعدينية المتقدمة، مشيراً إلى شراكات ” البوتاس العربية” مع شركات وطنية مثل شركة مناجم الفوسفات الأردنية في مشاريع حمض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة، وإلى مشروع التوسعة في شركة برومين الأردن بكلفة إجمالية تبلغ (813) مليون دولار.
وعلى صعيد الأثر المالي الكلي، أوضح المهندس أبو هديب أن الشركة قدّمت منذ 2019 مدفوعات مباشرة لخزينة الدولة تجاوزت(1.1) مليار دينار، وساهمت في تعزيز احتياطي العملات الأجنبية في القطاع المصرفي بنحو (8.6) مليار دولار. كما أطلقت الشركة عام 2024 مركز البحث والتطوير والابتكار لتطوير منتجات متخصصة ورفع كفاءة التشغيل ودراسة فرص صناعية جديدة.
وفي الجانب المجتمعي، أوضح المهندس أبو هديب أن الشركة تتبنى إطاراً تنظيمياً متقدماً لبرامج المسؤولية الاجتماعية، حيث فاقت مساهماتها خلال السنوات الخمس الأخيرة (66)مليون دينار في مبادرات مستدامة شملت التعليم والصحة والبنية التحتية وتمكين الشباب والمرأة، مبيّنا أن المجتمعات المحلية شريك أساسي لاستدامة العمليات الإنتاجية، وأن الاستثمار في الإنسان يأتي على قدم المساواة مع الاستثمار الصناعي.
من جهته قدّم الدكتور معن النسور قراءة تحليلية مفصلة لأداء الشركة خلال السنوات الماضية، موضحاً أن الإنتاج ارتفع من (2.4) مليون طن في 2018 إلى ( 2.84) مليون طن في 2024، وأن المبيعات بلغت (2.78) مليون طن مع التوسّع في تشكيلة المنتجات عبر إدخال ستة أصناف جديدة، منها البوتاس الحبيبي الأحمر والعادي الأحمر، لتلبية احتياجات أسواق متخصصة في أوروبا وآسيا والأمريكيتين. وعلى مستوى الربحية، بلغت الأرباح الصافية خلال خمس سنوات (1.6) مليار دينار، فيما ارتفعت مساهمة نشاط إنتاج وبيع البوتاس من إجمالي أرباح الشركة من 54% عام 2018 إلى 73% عام 2024، بما يعكس قوة النشاط الأساسي للشركة.
وعرض الدكتور، النسور ملامح الخطة التنفيذية للأعوام(2024–2028)التي تركّز على رفع الطاقة الإنتاجية وتنويع المنتجات، وتبني تقنيات تصنيع متقدمة والتحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير والدخول في صناعات واعدة مثل الليثيوم والأمونيا والأسمدة المتخصصة.
وأوضح الدكتور النسور، أن حزمة الاستثمارات الرأسمالية المرصودة حتى 2034 تبلغ (3) مليارات دولار، وتشمل مشروع التوسعة الجنوبية لرفع الطاقة إلى نحو(3.7)ملايين طن سنوياً بكلفة تقارب (1.1) مليار دولار، مع إنشاء مصنع بلورة باردة بطاقة تصل إلى مليون طن سنوياً، ومصنع للبوتاس الحبيبي، إضافة إلى مشروع التوسعة الشرقية الذي يضيف قرابة(120) ألف طن سنوياً.
وأشار الدكتور النسور، إلى أن هذه المشاريع تعتمد على مصادر جديدة للمياه والطاقة، ومن أهمها خطط توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية بقدرة (30) ميغاواط، وأخرى بخلايا عائمة على برك المياه، مشدداً على أن الاستدامة أصبحت جزءً من عمليات الشركة.
وخلال المداخلات، طرح الحضور أسئلة حول تحديات الصناعة وفرصها المستقبلية، وأهمية استمرار الشراكات بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، مع الإشادة بما حققته الشركة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وفي ختام الندوة قام رئيس الجمعية الوزير الأسبق سمير الحباشنة بتقديم درع الجمعية للضيفين لدورهما المتميز في خدمة الاقتصاد الوطني.