ندوة بمعرض عمان الدولي للكتاب تناقش معالجة قضايا الهوية والانتماء من خلال أدب اليافعين

بوست نيوز :-
عمان- اتحاد الناشرين الأردنيين
ناقشت ندوة عقدت مساء السبت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين حملت عنوان “معالجة قضايا الهوية والانتماء من خلال الأدب الموجه المقدم لليافعين”، وأكد المشاركون ضرورة الانحياز للفتيان في هذه المرحلة العمرية “الملتبسة والمهمة”.
وأكدت تغريد النجار صاحبة دار سلوى للنشر أن التحدي الأكبر للكاتب هو تقديم ما يعزز الهوية بأسلوب “ممتع” و”غير مباشر”؛ إذ إن اليافع لن يعود إلى القراءة إن لم يجد المتعة.
ودعت الكتّاب إلى فهم طريقة تفكير اليافعين ونفسيتهم وتطلعاتهم، وشددت على ضرورة أن تكون الأحداث في الرواية “متسارعة ومشوقة” لتنافس الأجهزة الإلكترونية.
شددت النجار على ضرورة تناول الهوية من مستويات متعددة تبدأ من الهوية الشخصية “من أنا؟”)، ثم العائلية، وصولاً إلى الهوية الوطنية والقومية والدينية.
وأكدت أن الرواية يجب أن تعمل على ربط اليافع بجذوره عبر حكايات ذكية، مع أهمية ذكر المكان.
من جانبه، اشار الدكتور محمود الرجبي إلى وجود خلل في تعريف الهوية ومعايير الانتماء، وأن العالم تحول إلى ما أسماه “العبودية الرقمية”، حيث يسيطر أصحاب الشركات الكبرى على الخوارزميات التي ترسم طريق حياة الإنسان وتؤثر على تفكيره.
وأكد الرجبي على أن كل كاتب “يجب أن يقاوم نظام التفاهة” الذي تمثله منصات التواصل الاجتماعي.
وحذر الدكتور الرجبي من تقديم “الشخصية المثالية” لأنها لا يحبها اليافعون، مؤكداً أن معالجة الهوية يجب أن تكون غير مباشرة، كما في رواياته التي تظهر أن قوة المجتمع تكمن في “الفسيفساء” والاختلاف.
كما شاركت الكاتبة تمارا قشحة تجربتها الشخصية في البحث عن الذات، مشيرة إلى أن اليافعين اليوم يعيشون صراعات متعددة تشمل الهوية السياسية، الثقافية، و”الهوية الجندرية”.
وأكدت أن “جيل زد” (الجيل الذي وجد الإنترنت متاحاً) يواجه سيطرة المحتوى الغربي والآسيوي (مثل المانغا والأفلام الكورية)، مما يتطلب من الكتّاب اللحاق بهم.
أشارت قشحة إلى أن التركيز على التشويق هو أول ما يجب أن يفكر فيه الكاتب، وطالبت بضرورة تحقيق الموازنة والانفتاح على “الأدب الغربي المحترم” الذي يحمل قيماً، بدلاً من الانغلاق التام .
واستهلت رواند كفارنة التي أدارت الندوة بقولها إن الهوية هي مسألة “مركبة وديناميكية” تعبر عن انتماءات متعددة وأن العولمة أثرت على اليافع أثناء تكوين هويته التي لم تثبت بعد.
أكدت على أن الانتماء والهوية مشمولان بالعاطفة وعملية ذهنية معقدة، ودعت إلى أن يكون الكُتّاب هم من يقودون الفكر في التمسك بثوابتنا وبأسلوب ذكي، مما يمرر رسالة لليافعين بأن “جذورك هنا وأنت تنتمي إلى هذا المكان”.
وفي نهاية الندوة، كرم رئيس اللجنة الثقافية لمعرض عمان الدولي للكتاب جعفر العقيلي المشاركين في الندوة، بدرع معرض عمان الدولي للكتاب 2025.