بورصة عمّان تسجّل أعلى قيمة سوقية منذ 2009

دفعت موجة من الزخم الشرائي القوي مؤشر بورصة عمّان إلى مواصلة ارتفاعه خلال تداولات الأسبوع الحالي، محققاً مكاسب ملحوظة بدعم من تفاؤل المستثمرين بنتائج الشركات المدرجة وتحسّن المعنويات في السوق، لترتفع القيمة السوقية للأسهم إلى نحو 24 مليار دينار — وهو أعلى مستوى تسجله البورصة منذ عام 2009.

وشهدت الجلسات الأخيرة نشاطاً واضحاً في أسهم الشركات القيادية ضمن قطاعات البنوك والخدمات المالية والعقار، وسط تدفقات سيولة تجاوزت 17 مليون دينار، ما يعكس تنامي الثقة في أداء السوق وقدرته على اختراق مستويات مقاومة جديدة خلال الفترة المقبلة.

وقال الخبير المالي ساهر العدوس إن التفاؤل بنتائج الشركات للربع الثالث كان العامل الرئيس وراء هذا الصعود، خاصة مع توقعات بتحقيق أرباح تشغيلية مستقرة للبنوك وشركات الاستثمار. وأوضح أن السوق تشهد تحولاً في سلوك المستثمرين من المضاربة قصيرة الأجل إلى الاستثمار متوسط وطويل الأمد، بدعم من الاستقرار النقدي وثبات سعر صرف الدينار، إلى جانب المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي أظهرها البنك المركزي مؤخراً.

وأضاف العدوس أن بلوغ القيمة السوقية 24 مليار دينار يعكس استعادة بورصة عمّان لمستوياتها التاريخية التي لم تُسجل منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009، ما يعزز مكانتها كواحدة من الأسواق الأكثر استقراراً في المنطقة.

ويشير هذا الارتفاع إلى تنامي جاذبية السوق الأردنية أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية، مدعوماً بتقييمات مغرية لأسعار الأسهم مقارنة بالأسواق الإقليمية، إضافة إلى السياسات النقدية المتوازنة للبنك المركزي التي حافظت على استقرار بيئة الاستثمار.

ويرجح مراقبون أن يواصل المؤشر العام لبورصة عمّان مساره الصاعد على المدى القريب، بعد أن لامس مستوى 3236 نقطة بارتفاع نسبته 1.5% — وهو أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني 2008 — مع استهداف مستوى المقاومة التالي عند 3250 نقطة، مدفوعاً بتزايد السيولة وتحسن شهية المخاطرة، إلى جانب التوقعات الإيجابية لأداء الاقتصاد الأردني خلال الربع الأخير من عام 2025.