هل تحقق الرسوم الدراسية بيئة أكثر استقراراً؟ د. نضال شديفات

بوست نيوز :-
كل فترة زمنية نتابع حالات كبيرة من المشاجرات والعنف الطلابي في بعض الجامعات الحكومية الشهيرة بينما نلاحظ أن الجامعات الخاصة غالباً ما تكون بمنأى عن هذه الظاهرة.
فما السر وراء هذا الهدوء النسبي؟
يرى مراقبون أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً محورياً في هذه المعادلة فطالب الجامعة الخاصة الذي يدفع رسوماً دراسية مرتفعة يدرك تماماً قيمة الفرصة المتاحة له وثمن التكاليف التي تتحملها أسرته.
ويبدو أن هذه المعرفة تخلق لديه شعوراً بالمسؤولية وحافزاً قوياً للحفاظ على مكانه مما يجعله أكثر حرصاً على تجنب أي مشاكل قد تعرض استمراره الأكاديمي للخطر.
بالمقابل قد يفتقد بعض طلاب التعليم المجاني وليس جميعهم بالطبع – هذا الإحساس بالتكلفة المباشرة و غياب العبء المالي الملموس رغم كونه مكسباً كبيراً للمجتمع قد يؤدي في بعض الحالات إلى عدم تقدير كامل لقيمة المقعد الجامعي وبالتالي انخفاض الحافز الشخصي لحمايته.
لكن المفارقة تكمن أيضا في أن الكليات العلمية حتى ضمن الجامعات الحكومية – تشهد أيضاً عنفاً أقل مقارنة بنظيراتها الإنسانية.
ومن هنا تبرز عوامل أخرى غير الجانب المالي فالطالب في الكليات العلمية والطبية والهندسية غالباً ما يكون منهمكا بالجداول الدراسية المكثفة والمختبرات الطويلة والمشاريع العملية التي تستنفد طاقته ووقته فلا يجد متسعاً للفراغ الذي قد يكون أرضاً خصبة للمشاحنات.
بينما قد يعاني بعض الطلبة في التخصصات الإنسانية من فراغ ووقت أكبر وضغط دراسي أقل مما يفتح الباب أمام سلوكيات سلبية إذا لم يتم استثمار هذا الوقت في أنشطة مفيدة.
وهذا يؤكد أن اشغال وقت الطالب بشكل إيجابي هو عامل حاسم في استقرار البيئة الجامعية.
وفي الختام حين تنجح الجامعة في خلق بيئة تعليمية مشغولة بالتفكير والإبداع وتقدير الفرص بالتأكيد تذبل بذور العنف من تلقاء نفسها.







