انطلاق فعاليات مؤتمر “الجامعات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”

بوست نيوز :
أكد أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو عزت سلامة أن الجامعات حول العالم تشهد تحولات جوهرية بفعل التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي بات يؤثر في أساليب التدريس والتعلم، وإدارة المؤسسات الأكاديمية، وتنظيم البحث العلمي، والتفاعل المجتمعي. وشدد على أهمية مواكبة الجامعات لهذه التحولات ودمج التقنيات الحديثة لتعزيز جودة التعليم وصياغة مستقبل البحث العلمي.
جاءت تصريحات سلامة خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثاني “الجامعات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”، الذي نظمه اتحاد الجامعات العربية في العاصمة عمّان، بالتعاون مع جمعية التعليم العالي الصينية، وبرعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين وقادة الصناعة والطلبة من 18 دولة، بهدف استكشاف القوة التحويلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم العالي.
وأوضح سلامة في كلمته أن عدداً من النماذج الحديثة أظهرت التحول الإيجابي في التعليم بفعل الذكاء الاصطناعي، مستشهدًا بتقرير صادر عن منظمة اليونسكو لعام 2024، الذي أشار إلى أن الجامعات التي دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمتها الإدارية حسّنت كفاءتها التشغيلية بنسبة 40%، ما أتاح للكوادر الأكاديمية التفرغ لمزيد من الابتكار وتقديم الدعم للطلبة.
كما استعرض نتائج دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2025، بيّنت أن الطلبة الذين استخدموا أدوات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في بيئات تعليم هجينة حققوا تفاعلاً أعلى بنسبة 30% وتحسنًا في مهارات التفكير النقدي. وأشار أيضًا إلى مشروع بحثي مشترك بين جامعتي تسينغهوا وكامبردج عام 2024، أظهر أن تحليلات البيانات التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي أسهمت في خفض معدلات التسرب الطلابي بأكثر من 20% عبر تطبيق آليات التدخل المبكر.
وبيّن سلامة أن هذه النتائج تؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن المعلمين، بل أداة تمكينية تعزز قدرتهم على الوصول إلى عدد أكبر من الطلبة، وتخصيص أساليب التعلم وفق احتياجاتهم الفردية، وإيجاد بيئات جامعية أكثر شمولاً ومرونة.
وأكد أن اتحاد الجامعات العربية يعمل ليكون في مقدمة الجهود الإقليمية لقيادة هذا التحول، مشيرًا إلى إطلاق مركز الجامعات العربية للذكاء الاصطناعي في جامعة عجلون الوطنية بالأردن، ليكون مركزًا إقليميًا لدعم البحث والابتكار وبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى الجامعات العربية.
ويتناول المؤتمر، الذي يستمر على مدار يومين، من خلال جلسات رئيسية ونقاشات جماعية وعروض علمية، عدة محاور رئيسية تشمل: تخصيص التعليم، ودعم البحث العلمي، وتسهيل العمليات الإدارية، إضافة إلى الجوانب الأخلاقية والتحديات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التعليم العالي.







