محليات

السياحة في المملكة تشهد نموا ونشاطا متصاعدا وسط تفاؤل العاملين بالقطاع

بوست نيوز : 

أكد عاملون وخبراء في القطاع السياحي وأكاديميون، أن السياحة الأردنية تشهد نموا متسارعًا ونشاطًا متزايدًا مدفوعًا بتنامي الطلب على المملكة من مختلف الأسواق العالمية، ما انعكس بوضوح على مؤشرات الأداء السياحي التي أظهرت تحسناً مستمرًا، لتؤكد استعادة الأردن لزخمه السياحي ومكانته كوجهة آمنة وجاذبة في المنطقة.

 إن ارتفاع أعداد الزوار الدوليين وزيادة الدخل السياحي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، يُعد دليلًا واضحًا على تعافي القطاع وعودة الحيوية إليه.

وأظهرت بيانات البنك المركزي أن الدخل السياحي ارتفع إلى نحو 6 مليارات دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بزيادة نسبتها 6.8% عن الفترة نفسها من العام الماضي، التي سجلت 5.571 مليار دولار، نتيجة نمو عدد الزوار بنسبة 14.5%. كما بلغ الدخل السياحي في أيلول الماضي 622.4 مليون دولار بارتفاع نسبته 1.4% عن الشهر نفسه من عام 2024.

وأكد المتحدثون أن الأردن يسير بخطى ثابتة نحو تعزيز الانتعاش السياحي بما يسهم في تحفيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة.

وقال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات، إن انحسار التوترات الإقليمية وعودة الاستقرار النسبي للمنطقة يمهدان لمرحلة جديدة من النمو خلال الموسم الشتوي الحالي، مشيرًا إلى أن الاهتمام المتجدد من الأسواق الأوروبية والآسيوية بتنظيم الرحلات إلى الأردن يعكس بدء تعافي القطاع واستعادة مكانته العالمية.

وأضاف أن الدعم الرسمي للقطاع السياحي انعكس إيجابيًا على العاملين فيه، وعزز ثقتهم بمستقبل واعد، مؤكدًا أن السياحة الأردنية تملك مقومات قوية للنهضة متى توفرت الإرادة والدعم اللازم. وشدد على أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتكثيف الحملات الترويجية الخارجية لتعزيز مكانة الأردن على خريطة السياحة العالمية.

من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الكردي من كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية/العقبة، إن تحسن مؤشرات الأداء السياحي خلال الفترة الأخيرة يؤكد دخول القطاع مرحلة تعافٍ وانتعاش حقيقية، بفضل الدعم الملكي والجهود الحكومية الرامية إلى تطوير هذا القطاع الحيوي باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن برامج دعم الطيران منخفض التكاليف، وتوسيع الحملات الترويجية واستهداف أسواق جديدة في أوروبا وآسيا وإفريقيا، أسفرت عن نتائج ملموسة وفتحت آفاقًا أوسع أمام السياحة الوافدة. كما ساهم التحول الرقمي والابتكار في التسويق في تعزيز تنافسية المنتج السياحي الأردني عالميًا.
ودعا الكردي إلى مواصلة تطوير الخدمات السياحية ورفع كفاءة العاملين، وتعزيز الاستثمار في السياحة البيئية والعلاجية والدينية لضمان استدامة النمو وترسيخ مكانة الأردن كوجهة متميزة في المنطقة.

أما عضو جمعية وكلاء السياحة والسفر سلامة خطار، فأشار إلى ارتفاع الطلب على الأردن من الأسواق الأوروبية، خصوصًا من إيطاليا وفرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة، موضحًا أن هذا الإقبال انعكس على نسب إشغال الفنادق وشركات النقل والمطاعم السياحية، ما يعكس تعافي الحركة السياحية وقدرة القطاع على التكيف مع المتغيرات الإقليمية.

بدوره، أكد الدكتور حكم شطناوي، أستاذ السياحة والفندقة في جامعة اليرموك، أن استمرار ارتفاع الدخل السياحي يعكس قوة تعافي القطاع وثقة السياح بالأردن كوجهة آمنة ومتنوعة.
وأشار إلى أن عودة رحلات الطيران منخفض التكاليف ساعدت في خفض كلفة السفر إلى المملكة، مما جذب شرائح جديدة من السياح، فيما أسهمت الحملات الترويجية الموجهة لأسواق جديدة في إبراز صورة الأردن بما يملكه من تنوع طبيعي وتاريخي وثقافي.

وشدد شطناوي على أن استدامة النمو السياحي تتطلب الاستمرار في برامج التحفيز والترويج بنفس الوتيرة خلال السنوات المقبلة لترسيخ التعافي وضمان استمراريته.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى