عربي ودولي

الأردن ودول مجموعة “ميد 9” يصدرون بيانا مشتركا حول الشرق الأوسط

بوست نيوز : 

بدعوة من رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب، شارك جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في اجتماع قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي “ميد 9″، الذي ضم رؤساء دول وحكومات كرواتيا، وقبرص، وفرنسا، واليونان، ومالطا، والبرتغال، وسلوفينيا، وإسبانيا، إلى جانب نائب رئيس وزراء إيطاليا. وتركزت أعمال الاجتماع على بحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة التطورات الأخيرة في غزة.

وأعرب قادة دول “ميد 9” عن تقديرهم الكبير للأردن، باعتباره شريكاً موثوقاً يتمتع بالمصداقية، ويضطلع بدور محوري في تعزيز السلام والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكدين التزامهم المشترك مع الأردن في دعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

كما ثمّن القادة القيادة الأمريكية، برئاسة الرئيس دونالد ترمب، ومبادرته الهادفة لإنهاء الحرب في غزة، وإعادة إعمار القطاع، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، إلى جانب دعمه لتحقيق سلام شامل ورفضه خطط ضم أراضي الضفة الغربية.

ورحب القادة بانعقاد قمة شرم الشيخ للسلام، وما تمخض عنها من اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مشيدين بالجهود الدبلوماسية التي قادت إلى إبرام الاتفاق بقيادة الولايات المتحدة، وبدعم من عدد من الدول، من بينها الأردن، ومصر، والسعودية، وقطر، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة. ودعوا جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بتنفيذ مراحل الاتفاق كافة، بما يضمن إنهاء الحرب في غزة، والامتناع عن أي خطوات قد تهدد استمراره.

وفي ما يتعلق بإدارة قطاع غزة، أكد القادة ضرورة أن يتولى الفلسطينيون دوراً رئيسياً في إدارة شؤون القطاع، ودعمهم لتسلم اللجنة الفلسطينية الإدارية مهامها وفقاً لقرار الجامعة العربية في القاهرة، مشيرين إلى أهمية إشراك الاتحاد الأوروبي في مجلس السلام، استمراراً لدعمه لجهود تحقيق التسوية الشاملة.

وأعرب القادة عن قلقهم البالغ من الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مشددين على ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومستدام دون قيود، والالتزام التام بالقانون الدولي الإنساني.

كما أكدوا على الدور الحيوي لوكالة الأونروا في تقديم الخدمات لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني، مجددين دعمهم للوكالة وفق تكليفها الأممي، ورحبوا بالتزامها بتنفيذ توصيات تقرير كولونا.

وفي هذا الإطار، أشادت دول “ميد 9” بدور الأردن كمركز إقليمي رئيسي لتنسيق المساعدات الإنسانية إلى غزة وجهود إعادة الإعمار، وأكدت أهمية جميع الممرات البرية والبحرية والجوية، بما في ذلك الممر البحري القبرصي، لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في القطاع.

كما أدان القادة بشدة تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، ولا سيما في القدس الشرقية، نتيجة العنف المتزايد للمستوطنين وتوسيع المستوطنات غير القانونية، داعين إسرائيل إلى وقف خطط البناء في منطقة E1، والإفراج الفوري عن عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة.

وأكدت دول “ميد 9” ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس، مشددة على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحذّرة من أن أي تغيير في هذا الوضع سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

وجدد القادة تأكيدهم على التمسك بحل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق سلام دائم وشامل، وفق قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، داعين جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي خطوات تقوض إمكانية تنفيذ هذا الحل.

وفيما يتعلق بلبنان، عبّر القادة عن دعمهم لاستقراره ولدور قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، داعين إلى الالتزام الكامل بالقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تشرين الثاني 2024.

كما أكدوا دعمهم للشعب السوري، ولجهود إعادة بناء سوريا على أسس تحفظ وحدتها وسيادتها واستقرارها، من خلال عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات جميع السوريين. وأشاروا إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي ومستدام، مثمنين الدعم الكبير الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، ومؤكدين ضرورة زيادة الدعم الدولي للدول المستضيفة، خصوصاً الأردن، الذي يتحمل أعباء تفوق إمكانياته.

وأخيراً، أيدت دول “ميد 9” خارطة الطريق الأردنية – السورية – الأمريكية الهادفة لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء وتحقيق الاستقرار في جنوب سوريا، معربة عن تقديرها لدور الأردن القيادي في دعم جهود إنهاء الأزمة.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى