شريط الاخبار

شبكة مناهضة العنف الرقمي تختتم تدريبًا مكثفًا للصحفيات في الجنوب حول السلامة الرقمية

بوست نيوز :-

 

الكرك – 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025 – اختتمت شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن، امس السبت، تدريبًا متخصصًا استمر على مدار يومين في قاعة جاليري الكرك، استهدف تعزيز مهارات وقدرات الصحفيات في محافظات الجنوب في مجال السلامة الرقمية والحماية من العنف الإلكتروني. شاركت في التدريب (25) صحفية من محافظتي الكرك والطفيلة يمثلن طيفًا متنوعًا من المؤسسات الإعلامية المحلية والمجتمعية والمنصات الإلكترونية.
جاء هذا التدريب، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع جلوبال پروچكت پارتنرز الالمانية. في إطار جهود الشبكة المستمرة لبناء صمود رقمي مستدام لدى الصحفيات وتمكينهن من حماية أنفسهن من التهديدات والانتهاكات الرقمية المتزايدة التي تواجه النساء العاملات في الإعلام، ولا سيما في المناطق البعيدة عن العاصمة عمّان، حيث تقل فرص التدريب والوصول إلى الموارد التقنية والدعم المهني والنفسي.
تضمّن البرنامج التدريبي مزيجًا من الجلسات النظرية والتطبيقية التي تناولت قضايا السلامة الرقمية من زوايا متعددة، بدءًا من التعريف بأشكال العنف الرقمي وأساليبه، مرورًا بالتصيد والابتزاز الإلكتروني وحملات التشهير وخطاب الكراهية على الإنترنت، وصولًا إلى آليات الحماية التقنية وتأمين الحسابات الرقمية، وإدارة كلمات المرور، وتفعيل التوثيق الثنائي، وتخزين البيانات بطريقة آمنة. كما تناول التدريب أهمية التوثيق الآمن للأدلة الرقمية والإبلاغ عن الانتهاكات دون المساس بخصوصية الضحايا، إضافة إلى تدريبات عملية على استخدام أدوات الحماية المفتوحة المصدر والتعامل مع الرسائل والروابط المشبوهة.
وفي اليوم الثاني، خُصصت مساحة موسعة لمناقشة الآثار النفسية للعنف الرقمي، من خلال جلسة تفاعلية بين المشاركات ركّزن فيها على الأثر التراكمي للانتهاكات الإلكترونية على الصحفيات، وسبل التعامل مع الخوف والتهديد، واستعادة السيطرة والثقة بالنفس. وقد تبادلت المشاركات خلال النقاش تجارب شخصية مؤلمة عكست حجم التحديات التي تواجهها الصحفيات عند تعرضهن للعنف الرقمي، وما يرافقه من عزلة مهنية وضغط اجتماعي.
كما اشتمل التدريب على جلسة قانونية متخصصة تناولت الإطار التشريعي للعنف الرقمي في الأردن، واستعرضت أبرز بنود وتعديلات قانون الجرائم الإلكترونية لعام 2023، وكيفية تأثيرها على حرية الإعلام والعمل الصحفي. وناقشت المشاركات الثغرات القانونية القائمة وطرحن مقترحات لتعزيز حماية الصحفيات من الملاحقات الإلكترونية وضمان حقهن في التعبير الحر ضمن بيئة رقمية آمنة.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت رانيا الصرايرة، مؤسسة ومنسقة شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن، أن هذا التدريب يمثل خطوة عملية نحو تمكين الصحفيات في الجنوب من امتلاك أدوات الحماية الرقمية، مشيرة إلى أن معظم المبادرات التدريبية السابقة كانت تتركز في العاصمة عمّان، ما حرم العديد من الصحفيات في المحافظات من فرص متكافئة لتطوير مهاراتهن في مجال الأمن الرقمي.
وأضافت الصرايرة أن “هدف الشبكة لا يقتصر على التدريب التقني فحسب، بل يمتد إلى بناء شبكات دعم زميلاتي وتضامنية تساعد الصحفيات على مواجهة العنف الرقمي بمزيج من المعرفة، والقوة، والوعي القانوني والنفسي”.
واختُتم التدريب بجلسة حوارية مفتوحة خرجت بعدد من التوصيات، أبرزها الدعوة إلى إعداد خطة وطنية شاملة لمناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات، وإطلاق برامج دعم قانوني ونفسي مستدامة في المحافظات، إضافة إلى تكثيف الجهود المشتركة بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية لتطوير أنظمة استجابة داخلية في غرف الأخبار تحمي الصحفيات من التنمر والتحرش الإلكتروني وتوفر بيئة آمنة وداعمة لعملهن.
يُذكر أن شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن تأسست عام 2022 كإطار تطوعي يضم اليوم أكثر من 300 صحفية من مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية العاملة في الأردن، وتهدف إلى تعزيز الأمن الرقمي للنساء في قطاع الإعلام، وتوفير التدريب والدعم النفسي والقانوني، والمناصرة من أجل سياسات وتشريعات تحمي الصحفيات من جميع أشكال العنف الرقمي. ومنذ تأسيسها، نفذت الشبكة عددًا من الحملات والورشات المتخصصة في عمّان والمحافظات، وتعمل حاليًا على تطوير خطة وطنية بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لجعل الفضاء الرقمي أكثر أمانًا وعدالة للنساء العاملات في الإعلام.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى