شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات تطلق حملة وطنية بمناسبة حملة الـ16 يومًا

بوست نيوز :-
عمّان – تُعلن شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن عن إطلاق حملة وطنية موسعة بالتزامن مع حملة “16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، التي تُقام هذا العام تحت شعار “ضع حدًّا للعنف الرقمي ضدّ جميع النساء والفتيات. وتمثل هذه الحملة خطوة جديدة في مسار المبادرات التي تعمل عليها الشبكة لتعزيز الحماية الرقمية للصحفيات، وإبراز أهمية توفير بيئة مهنية آمنة وداعمة في المؤسسات الإعلامية، خصوصًا في ظل التطور المتسارع للفضاء الرقمي واتساع دوره في العمل الصحفي.
وتأتي هذه الحملة، التي تبدأ مع بداية حملة ال16 يوما في 25 نوفمبر وتستمر حتى نهاية الحملة في العاشر من ديسبمر، تأكيدًا على أن العنف الرقمي أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه الصحفيات، سواء من خلال التهديدات، أو خطاب الكراهية، أو التشهير، أو التحرش عبر المنصات الإلكترونية، وهي ممارسات لا تنعكس على الشعور بالأمان فحسب، بل تمتد لتؤثر على جودة العمل الصحفي والدور الحيوي الذي تقوم به المرأة في الإعلام.
وفي ظل هذا الواقع، ترى الشبكة أن وجود إجراءات واضحة داخل المؤسسات الإعلامية للتعامل مع العنف الرقمي لم يعد خيارًا إضافيًا، بل عنصرًا أساسيًا من عناصر حماية البيئة المهنية ودعم سلامة الصحفيات وقدرتهن على الاستمرار بأداء مهامهن دون خوف أو ضغط مضاعف.
وتركّز الحملة على تعزيز الوعي بضرورة اعتماد المؤسسات الإعلامية لإجراءات داخلية تتناسب مع طبيعة العمل الرقمي، بما يشمل توفير قناة واضحة وآمنة للإبلاغ، وتعيين جهة مختصة بمتابعة الحالات، وتقديم دعم نفسي وقانوني عند الحاجة، ورفع جاهزية غرف الأخبار لمعالجة الهجمات الرقمية بطريقة تحترم خصوصية الصحفيات وتمنحهن شعورًا أكبر بالطمأنينة والدعم. وتسعى الحملة أيضًا إلى فتح حوار بنّاء مع المؤسسات الإعلامية حول تطوير سياسات داخلية تستجيب للتحولات الرقمية، دون التدخل في آليات التحرير أو إدارة المحتوى، بل من خلال الإسهام في تعزيز بيئة عمل تسهم في استدامة الإنتاج الإعلامي ورفع جودة المخرجات الصحفية.
وعلى مدار 16 يومًا، ستقدّم الشبكة سلسلة من المواد التوعوية التي تشمل قصصًا وتجارب واقعية من صحفيات أردنيات، ومحتوى بصريًا يستعرض تأثير العنف الرقمي على العمل الصحفي، ورسائل موجهة للرأي العام حول أهمية التصدي للعنف الرقمي بوصفه شكلًا من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما ستوفر الشبكة أدوات إرشادية يمكن للمؤسسات الإعلامية استخدامها عند التخطيط لتطوير سياسات داخلية، بما يضمن اتساق هذه الإجراءات مع احتياجات بيئة العمل المحلية ومعايير السلامة الدولية في مجال الإعلام.
وتؤكد الشبكة أن هذه الحملة تُبنى بروح الشراكة والتعاون مع المؤسسات الإعلامية، التي تشكّل محورًا أساسيًا في أي جهد يهدف إلى تعزيز سلامة الصحفيات. كما تشيد بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها مؤسسات إعلامية عديدة في الأردن خلال السنوات الماضية، سواء في مجال التدريب أو رفع الوعي أو تحسين آليات التعامل مع حالات العنف الرقمي، وتعتبر أن هذه الحملة فرصة لتعزيز تلك الجهود وتوسيع نطاقها بما يتناسب مع التحديات الجديدة في الفضاء الرقمي.
وترى الشبكة أن توفير بيئة إعلامية آمنة يدعم حضور المرأة في الإعلام ويضمن تنوعًا أكبر في الأصوات ووجهات النظر، ويسهم في حماية حرية التعبير وإيصال المعلومات للجمهور بصورة نزيهة ومتوازنة. فالعنف الرقمي لا يمس الصحفيات فقط، بل يمتد أثره إلى المجتمع ككل عندما تصبح أصوات النساء أقل حضورًا نتيجة الخوف من الاستهداف أو التشويه.
وتدعو شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات جميع المؤسسات الإعلامية والصحفيات والصحفيين والمهتمين بقضايا حرية الإعلام والحقوق الرقمية إلى متابعة فعاليات الحملة والمشاركة في النقاش حول بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا. كما تدعو المؤسسات الراغبة في تطوير إجراءات داخلية إلى التواصل مع الشبكة للاستفادة من المواد والدعم الفني والمعرفي الذي توفره خلال أيام الحملة وبعدها، بما يسهم في تعزيز سلامة الصحفيات واستدامة عملهن المهني.
تُعد شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن أول مبادرة وطنية متخصصة تُعنى بحماية الصحفيات والعاملات في الإعلام من العنف الرقمي وتعزيز سلامتهن في الفضاء الإلكتروني. تأسست الشبكة عام 2022 بهدف بناء مظلة دعم مهني ونفسي ورقمي للصحفيات اللواتي يتعرضن لهجمات إلكترونية أو حملات تشهير أو تحرّش أو تمييز قائم على النوع الاجتماعي.
وتعمل الشبكة عبر نهج متعدد المسارات يشمل التدريب، التوعية، الرصد، التوثيق، والمناصرة. فقد قامت بتنفيذ برامج تدريبية متخصصة في شمال ووسط وجنوب الأردن، واستهدفت صحفيات لم تتوفر لهن فرص تدريب مسبقة في مجالات السلامة الرقمية، وأدوات الحماية، وإدارة الهجمات الإلكترونية. كما توفر الشبكة دعمًا فوريًا للصحفيات عند التعرّض لأي شكل من أشكال العنف الرقمي، سواء عبر تقديم الإرشاد، أو المرافقة في الخطوات القانونية، أو الدعم التقني لتأمين الحسابات، إضافة إلى بناء مسارات إحالة مع جهات متخصصة للدعم النفسي والقانوني.
وتُعدّ الشبكة اليوم منصة وطنية للمناصرة، تقود حملات توعوية ومسارات بحثية تُسلّط الضوء على أثر العنف الرقمي على الصحفيات وعلى البيئة الإعلامية في الأردن، وتعمل على تعزيز الحوار مع المؤسسات الإعلامية، وصنّاع القرار، والجهات الرسمية، والمنظمات الدولية من أجل تطوير سياسات حماية داخل غرف الأخبار. وتستند في عملها إلى رؤية واضحة تقوم على بناء بيئة إعلامية آمنة وشاملة تُتيح للصحفيات العمل دون خوف، وتضمن استمرارية صوت المرأة في الفضاء الصحفي، وتعزز حضورهن ودورهن في الدفاع عن الحق في المعرفة وحرية الإعلام.







