سينما “شومان” تعرض الفيلم الروسي “السفينة الروسية” غدا

بوست نيوز :-
عمان الأول من كانون الأول – تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء، الفيلم الروسي “السفينة الروسية” للمخرج الكسندر سوروكوف، وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء بمقر المؤسسة بجبل عمان.
“أفتح عيني ولا أرى شيئا.. كل ما أتذكره هو أنه حدثت هناك بعض الحوادث..ركض الجميع للحفاظ على حياتهم قدر استطاعتهم.. أما بالنسبة لما حدث لي فلا أتذكر شيئا” ؛ بهذه الكلمات الغامضة المنشورة تباعا على شاشة سوداء والمسموعة بصوت شخص غير مرئي، يبدأ الفيلم الروسي “السفينة الروسية” أو (سفينة نوح الروسية 2002 )، ويتلوها مشهد لجمهرة من الرجال والنساء في ازياء، ربما من القرن التاسع عشر، وهم يندفعون صاخبين للدخول إلى متحف الأرميتاج الروسي الشهير لحضور حفل، ثم في مشهد مذهل، تدخل الكاميرا قاعة فخمة حيث مئات الراقصين، بملابسهم الفاخرة ومجوهراتهم، يرقصون على أنغام أوركسترا سيمفونية، وتبدو الكاميرا وكأنها تطفو في الهواء نحو مسرح الأوركسترا، وتتحرك بين الموسيقيين.
هذا هو المشهد الأول من الفيلم المكون من لقطة واحدة فقط متواصلة تستمر طوال مدة الفيلم وهي ساعة ونصف، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ السينما العالمية، حيث تتسلل الكاميرا عبر عدد كبير من قاعات متحف الإرميتاج الذي يوصف بأنه مستودع الفن والتاريخ الروسي في سانت بطرسبرغ والبالغ عددها 33 قاعة احتشد فيها 2000 ممثل وكومبارس.
لتحقيق هذا الإنجاز السينمائي استخدم المصور تيلمان بوتنر كاميرا ثابتة وتقنية رقمية عالية الدقة لمتابعة وتصوير حوالي 2000 ممثل تم توزيعهم وإدارة تحركاتهم في ممرات وقاعات المتحف مسبقا والذي يمكن وصفه بعرض مسرحي متواصل متنقل، حيث كان لا بد من تنفيذ كل حركة وإشارة بتوقيت مبرمج محسوب بدقة متناهية؛ إذ لا مجال للخطأ.
موضوع الفيلم، الذي كتبه وأخرجه ألكسندر سوكوروف، لا يقل عن ثلاثة قرون من التاريخ الروسي. لا تقتصر الكاميرا على اصطحابنا في جولة إرشادية بين الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والممرات، بل تشهد على العديد من الزوار الذين أتوا إلى متحف الإرميتاج على مر السنين. يُقال إن سوكوروف تمرن مرارا وتكرارا على حركة الكاميرا الصعبة للغاية مع المصور السينمائي والممثلين وفنيي الصوت والإضاءة غير المرئيين، مع العلم أن التصوير في متحف الإرميتاج كان متاحا له ليوم واحد فقط.
يبدأ السرد حين نلتقي بالماركيز (سيرجي دريدن)، وهو نبيل فرنسي سيتجول في عالم الفن والتاريخ بينما نتابعه وهو يعلق على كل ما يراه. الصوت الذي سمعناه في البداية هو صوت سوكوروف، مخرج الفيلم وكاتبه، الذي لم نره قط، والذي سيصبح مكملا لرواية الماركيز، الذي يواصل تقديم تعليقاته فيما يتجول داخل قاعات المتحف والكاميرا تتابعه. ما نراه هو لمحة عامة عن التاريخ الروسي في السنوات التي سبقت الثورة، ونظرة خاطفة على الأوقات القاتمة التي أعقبتها.
يشار إلى أن كل هذا الجهد المبدع في مجال الإخراج وتصميم وتصوير المشاهد الاستعراضية وغيرها، ما كان يمكن له ان ينجح لولا سيناريو دقيق مبدع.




