محليات

أردنيات رائدات يقُدن التغيير في اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة

بوست نيوز : 

تُجسّد مجموعة من الأردنيات ذوات الإعاقة مثالاً متقدماً للمرأة المهنية والريادية، من خلال استثمارهن للبيئة الداعمة والفرص المتاحة لتحويل خبراتهن إلى إنجازات وطنية مؤثرة، مثبتات أنهن شريكات أساسيات في التنمية وصنع القرار، وأن معيار نجاحهن يرتكز على الكفاءة والإنتاجية ضمن مجتمع يؤمن بالتنوع والدمج الشامل.

وبمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يصادف 3 كانون الأول من كل عام، سلطت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الضوء على نماذج نسائية بارزة أسهمن بجهودهن في إحداث أثر حقيقي في المجتمع.

تُعد رئيسة لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة في مجلس الأعيان، العين آسيا ياغي، من أبرز الرائدات الأردنيات في مجال الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. فقد شكل حضورها تحت قبة البرلمان علامة فارقة، إذ عملت على دفع تعديلات تشريعية داعمة لهذه الفئة، لتبرهن أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام الإنجاز والتميز.

وقالت ياغي إن تمثيل النساء ذوات الإعاقة في البرلمان والهيئات القيادية يمثل نقلة نوعية نحو سياسات أكثر عدالة وشمولاً، مؤكدة أن تجاربهن تمنحهن القدرة على رصد التحديات بدقة، ما ينعكس على صياغة قوانين تراعي المتطلبات الفعلية للأشخاص ذوي الإعاقة وتدمج منظور الجندر في مختلف القطاعات. وأضافت أن وجودهن يسهم في كسر الحواجز الثقافية والاجتماعية وتعزيز الإجراءات التيسيرية في التعليم والصحة والعمل، ما يحسن جودة القرارات ويحد من التمييز.

وأشارت إلى أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاج إلى تنفيذ فعّال، لافتة إلى أهمية تفعيل نسب التوظيف المقررة في القانون لعام 2017، وربطها بحوافز وعقوبات، إضافة إلى التزام القطاعين العام والخاص بتوفير ترتيبات العمل التيسيرية وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية.

وفي موازاة الجهود التشريعية، برزت نساء أخريات في ميادين متنوعة، بينهن رئيسة لجنة المرأة ذات الإعاقة في المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة روان بركات، التي لعبت دوراً مؤثراً في إيصال صوت النساء ذوات الإعاقة وتغيير الصورة النمطية عنهن.

وأكدت بركات أهمية دور الإعلام في إبراز النماذج القادرة والابتعاد عن الصور التي تُظهر المرأة ذات الإعاقة بصورة ضعف، مشددة على ضرورة دمجهن في جميع البرامج والمشاريع وعدم فصل قضاياهن في برامج خاصة، بل تهيئة المبادرات القائمة لاستيعابهن بشكل شامل. وأضافت أن تمكين المرأة ذات الإعاقة يبدأ من التعليم والتدريب، وخصوصاً التدريب المهني، ومن خلال سياسات تكفل حقوقها وتدعم مشاركتها الفاعلة في المجتمع.

ومن بين الشخصيات المؤثرة أيضاً، الناشطة الحقوقية الدكتورة تقى المجالي، التي خاضت تجربة الترشح لمجلس النواب، وتعمل على تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات ولا سيما السياسية. وأكدت المجالي أن المشاركة السياسية للنساء ذوات الإعاقة ضرورة تعكس حجم هذه الفئة في المجتمع، وتنسجم مع رؤية التحديث السياسي، مشيرة إلى ضرورة تطوير تشريعات دامجة، ومنها تخصيص كوتا للأشخاص ذوي الإعاقة على غرار النساء والشباب. وأضافت أن وجود امرأة ذات إعاقة في مواقع اتخاذ القرار يضمن طرح قضايا هذه الفئة على الأجندة التشريعية.

وفي المجال الأكاديمي، برزت الدكتورة إسراء أبو الكشك، التي قدمت نموذجاً ملهماً في مجال العلم والمعرفة من خلال إسهاماتها في علم النفس التربوي، وعملها الأكاديمي في جامعات داخل الأردن وخارجه، إلى جانب نشاطها الحقوقي في دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأكدت أبو الكشك أن تعزيز الوعي بالتعليم الدامج يبدأ بحملات إعلامية منظمة تسلط الضوء على الدمج كحق أساسي، مع تقديم قصص نجاح واقعية لفتيات من ذوات الإعاقة استطعن تحقيق التميز. وشددت على أهمية تقديم نماذج الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة طبيعية بعيداً عن الطرح النمطي الذي يربط الإنجاز دائماً بقصة الإعاقة، معتبرة أن هذا النهج أكثر تأثيراً في ترسيخ ثقافة الدمج.

وبيّنت أن الدمج السليم يعزز ثقة الفتيات بأنفسهن، ويدعم مشاركتهن داخل الصف، ويسهم في تنمية الشخصية القيادية وقيم التقبل بين الطلبة، كما يفتح لهن آفاقاً أوسع في التعليم والعمل.

وفي اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، تبرز هذه النماذج الأردنية المضيئة لتؤكد أن النساء ذوات الإعاقة قادرات على الإبداع والتميز في مختلف المجالات، وأن قصص نجاحهن تشكل رسالة أمل وإلهام لمجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً، يؤمن بأن الطموح لا تحدّه الإعاقة، بل يصنع منها إرادة تُغيّر الواقع وتصنع مستقبلاً أفضل.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى