محليات

الأرصاد تفسر أسباب تعمق المنخفض وتحدد المناطق الأكثر عرضة للسيول

بوست نيوز : 

أكد مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد آل خطاب أن تعمّق المنخفض الجوي الحالي يعود إلى اندفاع كتلة هوائية باردة ورطبة في الطبقات العليا والمتوسطة من الغلاف الجوي نحو شرق المتوسط، بالتزامن مع امتداد منخفض جوي سطحي فوق المنطقة. وأوضح أن تزامن هذين النظامين أدى إلى زيادة الاضطراب الجوي ورفع فعالية المنخفض وانخفاض الضغط الجوي في مركزه، مما تسبب بانخفاض ملموس في درجات الحرارة مقارنة بالأيام الماضية لتصبح دون معدلاتها العامة.

وأضاف آل خطاب، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن غزارة الهطولات المتوقعة خلال المنخفضات الجوية ترتبط بتوفر نسب عالية من الرطوبة في طبقات الجو المختلفة، إضافة إلى نشاط التيارات الصاعدة داخل الغيوم الركامية. وبين أن هذه العوامل تسهم في تشكّل غيوم ركامية مرتفعة عمودياً، مثل الغيوم الرعدية، القادرة على إنتاج أمطار غزيرة وزخات قوية قد يصاحبها هطول البرد نتيجة شدة التبريد داخل الغيوم.

وتوقع أن تشمل الهطولات خلال الفترة المقبلة مناطق واسعة من المملكة، مع تركّزها في المناطق الوسطى والجنوبية الغربية والشمالية، إضافة إلى أجزاء محدودة من المناطق الشرقية، في حين تبقى فرص الهطول ضعيفة في العقبة.

كما بيّن أن أكثر المناطق عرضة لغزارة الأمطار وتشكل السيول خلال ساعات ما بعد الظهر والمساء والليل ستكون المناطق الوسطى، وتشمل العاصمة عمّان والبلقاء ومأدبا، بما في ذلك منطقة البحر الميت والأغوار. وأشار إلى أن محافظات إربد وعجلون وجرش ستشهد أيضاً فترات من الهطولات الغزيرة، إلى جانب أجزاء من الكرك والطفيلة.

وأوضح أن الهطولات ستبدأ بالانحسار تدريجياً عن شمال المملكة مع ساعات الليل، بينما تبقى متركزة على المناطق الوسطى والجنوبية الغربية.

وحذّرت الأرصاد الجوية من خطر تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة والغورية ومنطقة البحر الميت، نظراً لطبيعتها التضاريسية التي تستقبل كميات كبيرة من مياه الأمطار المتدفقة.

وحول تأثير التضاريس على توزيع الأمطار وشدتها، أكد آل خطاب أن المرتفعات الغربية كجبال العاصمة والبلقاء وعجلون والجبال الجنوبية تستقبل أكبر كميات من الغيوم الماطرة نتيجة ارتفاع الهواء الرطب عند اصطدامه بالجبال، مما يزيد من تكاثف الغيوم وغزارة الهطول. وفي المقابل، تتجمع مياه الأمطار سريعاً في الأودية والمناطق المنخفضة، ما يرفع احتمالية تشكل السيول.

وفيما يتعلق بمتابعة الحالة الجوية، أوضح أن صور الرادار—باعتباره نظام إنذار آني—تُظهر توزيع الغيوم الماطرة وشدة الهطول واتجاه حركتها لحظة بلحظة، في حين تسهم صور الأقمار الاصطناعية في رصد نشوء الغيوم وتطورها وتمددها وتحديد مواقع الجبهات الهوائية. وأضاف أن هذه التقنيات تساعد المتنبئ الجوي على مراقبة حركة الغيوم بدقة وتحديد نوعها وكمياتها، ما ينعكس إيجاباً على دقة التنبؤات وإصدار التحذيرات، خاصة مع توفر قنوات خاصة برصد العواصف الغبارية والغيوم الرعدية ومناطق تشكل الضباب.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى