
بوست نيوز :
قدّم الأردن هذا العام نموذجًا مميزًا في المشاركة الدولية خلال مؤتمر الجائزة الذهبية 2025 لـ“دوق إدنبرة الدولية”، الذي استضافته مدينة لاغوس النيجيرية، وذلك من خلال حضور فاعل لجائزة الحسن للشباب، التي أصبحت واحدة من أبرز الجوائز الوطنية ضمن شبكة عالمية تضم نحو 50 دولة. وتعكس هذه المشاركة ثقة المجتمع الدولي بالتجربة الأردنية في تمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم وبناء شخصية الجيل الجديد وفق المعايير العالمية للعمل الشبابي.
وقالت مديرة الجائزة، الدكتورة خولة الحسن، إن مشاركة الأردن في هذا الحدث الدولي تمثل محطة استراتيجية تبرز دور المملكة في تطوير مهارات الشباب من خلال المخيم الدائم والرحلات الاستكشافية وبرامج الخدمة المجتمعية. وأوضحت أن هذه التجربة لاقت اهتمامًا واسعًا من ممثلي الجوائز الوطنية، ما عزز حضور الأردن على خريطة العمل الشبابي الدولي.
وأضافت أن ممثلة الأردن في المؤتمر، سلمى عليان — الحاصلة على مستويات الجائزة كافة — أدت دورًا مهمًا في عرض التجربة الأردنية وإجراء حوارات مهنية مع ممثلي الدول المشاركة، الأمر الذي أسهم في بناء شبكة علاقات واسعة وعكس مستوى النضج والتمكين الذي وصل إليه الشباب الأردني ضمن منظومة الجائزة.
وأشارت الحسن إلى أن مؤتمر لاغوس ركز على أربعة محاور رئيسة: تطوير البرامج الثلاثية للجائزة عالميًا، وتعزيز جودة الرحلات الاستكشافية بوصفها عنصرًا أساسيًا في بناء شخصية الشباب، وتبادل الخبرات الملهمة بين الجوائز الوطنية، وتسليط الضوء على قصص النجاح. وبيّنت أن هذه المحاور تتوافق بشكل كبير مع رؤية جائزة الحسن للشباب التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التدريب وتحسين جودة البرامج وتعزيز روح الانضباط والمغامرة والعمل التطوعي، وترسيخ الانتماء الوطني.
وأكدت أن المشاركة الدولية تتيح فرصة للاطلاع على أحدث التجارب العالمية وابتكار أساليب جديدة في التدريب وتقييم الأداء، وبناء شراكات فاعلة تُسهم في رفع كفاءة العاملين في الميدان، مشيرة إلى أن هذه الخبرات تُدمج مباشرة في البرامج المطبقة داخل المملكة لتعزيز أثرها وجودتها.
وأوضحت أن المؤتمر أظهر اهتمامًا دوليًا بالتجربة الأردنية في إدارة المخيم الدائم والرحلات الاستكشافية، ما فتح آفاقًا جديدة للتعاون تشمل تبادل الخبراء والتدريب المشترك واستضافة مجموعات شبابية من دول مختلفة لخوض تجارب المغامرة في الأردن. كما شهد المؤتمر طرح مبادرات نوعية تُعنى بالاستدامة البيئية والمسؤولية المجتمعية، إلى جانب مشاريع مشتركة في التكنولوجيا والتدريب الافتراضي لتعزيز العمل الشبابي.
ومن أبرز الممارسات الدولية التي استرعت اهتمام الوفد الأردني التركيز على إدارة الجودة في الرحلات واستخدام تقنيات رقمية لمتابعة تقدم المشاركين، إضافة إلى نماذج مبتكرة في العمل التطوعي وإشراك القطاع الخاص في دعم برامج الشباب.
وفي إطار خططها الاستراتيجية، تعمل الجائزة على تعزيز المشاركة الأردنية في الفعاليات الدولية وتطوير آليات الترشيح وإطلاق برامج تأهيلية متخصصة في القيادة والتواصل والعمل الجماعي لضمان تمثيل فاعل للمملكة. كما تسعى الجائزة إلى مواءمة أهدافها مع الاستراتيجية العالمية لجائزة دوق إدنبرة (2023–2030)، بما يضمن التفاعل مع أحدث التطورات الدولية.
أما محليًا، فتركز الجائزة على توسيع قاعدة المستفيدين في جميع محافظات المملكة، وتعزيز التعاون مع وزارتي التربية والشباب والجامعات والمؤسسات الشبابية، إلى جانب تطوير آليات تقييم البرامج والاهتمام بالمخيم الدائم بما يضمن مخرجات أكثر جودة وتأثيرًا.
من جانبها، أكدت المشاركة الأردنية سلمى عليان أن حضورها في مؤتمر الجائزة الذهبية 2025 في لاغوس شكّل تجربة استثنائية جمعت شبابًا من دول متعددة لتبادل الخبرات والرؤى المستقبلية. وقالت إن التنوع الثقافي في المؤتمر أبرز قدرة الجائزة على توحيد الشباب رغم اختلاف الدول والتقاليد، مشيرة إلى أن حبها للأردن ورغبتها في تمثيله بأفضل صورة، إضافة إلى ارتباطها بالجائزة منذ عام 2017، شكّلت دوافع رئيسة لمشاركتها.
وبيّنت عليان أن الجلسات الحوارية وورش العمل أتاحتها لها فهمًا أوسع لتحديات الشباب عالميًا، وإدراكًا أعمق لأهمية القيادة وتمكين الشباب وإشراكهم في صناعة القرار. وأضافت أن التجربة منحتها مهارات محورية مثل الإصغاء العميق والتفكير النقدي، وأسهمت في توسيع شبكة علاقاتها الدولية، مشيرة إلى تأثرها بنموذج “صنّاع الحياة” في مصر بوصفه تجربة ملهمة في العمل التطوعي وتنمية الشباب.
وكشفت عليان أنها تعمل حاليًا على بلورة مشروع وطني في مجال التعلم غير الأكاديمي، مستمدة إلهامه من التجارب التي شهدتها في لاغوس، مؤكدة أن هذا النهج يمتلك إمكانات كبيرة في تمكين الشباب وتنمية قدراتهم بصورة عملية. وختمت بالقول إن العالم مليء بالفرص التي توسّع مدارك الشباب، وإن الاستثمار فيهم هو استثمار مباشر في مستقبل الأردن، فـ“بناء الأمة يبدأ من بناء الشباب”.







