شريط الاخبارمحلياتمنوعات

عيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش.. محطات وضَّاءة في مسيرة الوطن..

عيد الجلوس الملكي الثالث والعشرين
إن جلوس جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني على العرش السامي يجسد التطلعات الهاشمية والامتداد الأصيل لبني هاشم هؤلاء الرجال الغر الميامين ضمير الأمة ومبعث عزها وفخارها ومحط أنظارها وآمالها الطموحة.
فمنذ اللحظة الأولى لاعتلاء جلالته العرش في التاسع من حزيران عام 1999 اختط نهجا للإصلاح والتنمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمثلت بالإصرار والتصميم على تجذير أسس الديمقراطية والعدالة بما يعود بالنفع المباشر على حياة المواطنين، ومنذ أن تسلم جلالته سلطاته الدستورية كانت هناك ثورة شاملة تهدف إلى اشراك جميع فئات المجتمع في التنمية من خلال المبادرات الملكية المستمرة، والتي تدعو إلى الإبداع والتفوق والتميز في سبيل تحسين نوعية الحياة وتعزيز مسيرة التقدم والازدهار للوطن.
فقد آمن جلالته بتأهيل المواطن والعمل على تحسين نوعية الإنتاج بما يضمن استمرارية التقدم والتطور في المجال الصناعي والعلمي والزراعي والسياحي في مختلف الأصعدة.
كما يحرص جلالته من خلال توجيهاته السامية على تحسين فرص الاستثمار وتحسين الوضع الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة للمواطنين؛ إدراكا من جلالته بأن فتح المجال أمام رؤوس الأموال ستعمل على تخفيف الفقر والبطالة.
أما على الصعيد الخارجي، عمل جلالته منذ توليه سلطاته الدستورية، على تعزيز علاقات الأردن الدولية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي.
وانطلاقا من ايمان جلالته بأن الأردن وارث رسالة الثورة العربية الكبرى، فقد عمل على تعزيز علاقات الأردن بأشقائه العرب، ومع مختلف الدول الصديقة في أرجاء العالم، كما حرص جلالته على مر السنوات الماضية بأن يظل الأكثر انتماء لأمتيه العربية والإسلامية، والأكثر حرصا على القيام بواجبه تجاه أشقائه العرب وقضاياهم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
يوم الجيش العربي الجيش العربي الأردني وارث رسالة الثورة العربية الكبرى هو الامتداد الطبيعي لجيشها وفيلق من فيالقها، ارتبط تاريخه بتاريخها ارتباطا عضويا، وتشكلت نواته من النخبة التي اتحدت تحت راية سمو الأمير عبد الله بن الحسين في الحادي والعشرين من تشرين الأول عام 1920 في معان، بعد أن كان لها الدور الكبير في عمليات الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من بطحاء مكة على يد الشريف الهاشمي الحسين بن علي عام 1916.
شكل الجيش العربي ركنا أساسيا من أركان الدولة الأردنية؛ لما له من مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على المستويات كافة، فكان ينمو مع نمو الدولة، ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الذي أراد له أن يكون جيشا عربيا مقداما يحمل راية الثورة العربية التي استمدت ألوانها من رايات الأمويين والعباسيين والفاطميين، ثم أكمل بنو هاشم مسيرة بناء هذا الجيش منذ عهد الملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراهما-، وصولا إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي أكمل المسيرة ووصل بالأردن وجيشه المغوار إلى مراتب التميز.
بدأ تأسيس الجيش العربي في معان في الفترة الأولى من تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، وبعد تشكيل أول حكومة أردنية في إمارة شرق الأردن تأسست أول قوة عسكرية بلغ قوامها 750 رجلا من الدرك والمشاة النظامية والهجانة، وكانت أولى مهامها توطيد الأمن والاستقرار في البلاد.
وفي عام 1923 ضمت القوتان تحت اسم ( الجيش العربي) الذي أراد له الأمير عبد الله هذا الاسم، وقضى على حركات التمرد والعصيان وصد الغزوات، وفي الثاني من شباط عام 1927 صدر قانون للجيش أطلق عليه قانون الجيش العربي لعام 1927، وفي عام 1930 وهو العام الذي عين فيه الميجر جون باجت كلوب مساعدا لقائد الجيش العربي، تألفت قوة عسكرية صغيرة تحت اسم قوة البادية التي تسلم قيادتها الرائد جون كلوب، وكانت مهمتها المحافظة على أمن واستقرار الصحراء، واتخذت من القلاع مراكزا لها، ونعمت البلاد بفضل هذه القوة بالأمن والاستقرار الذي لم تشهده من قبل.
وفي عام 1939 جرى تعديل القانون الأساسي وإضافة مادة نصت على أن سمو الأمير عبدالله هو القائد الأعلى للقوات المسلحة البرية والجوية والبحرية، وبدأت القوات المسلحة تشهد تطورا ملموسا وبوتيرة متسارعة من حيث العدد والتدريب والتسليح وفق الإمكانيات التي كانت متاحة آنذاك.
وارتفع تعداد الجيش في ربيع عام 1939 ليصل إلى 1600 رجل، وأخذ الأمير عبد الله يعزز تنظيم الجيش العربي على أسس حديثة، وبدأ التوسع فيه، حيث بدأت قوة البادية بكتيبة ثم أصبحت تتشكل من ثلاث كتائب، وفي عام 1940 كان الضباط في الجيش كلهم عربا، باستثناء كلوب باشا، وفي ذلك دلالة على التفكير الواعي للقيادة الهاشمية التي أرادت لهذا الجيش منذ البداية أن يكون جيشا عربيا هاشميا مصطفويا.
وفي هذه الفترة كان الأمير عبدالله حريصا على استمرار بناء الجيش على أسس جديدة تأخذ بعين الاعتبار عبء المسؤولية الملقاة على عاتقه؛ حيث تشكلت كتائب المشاة الأولى والثانية والثالثة، وفي عام 1943 وصل تعداد الجيش إلى حوالي 6000 رجل شاركوا في الحرب العالمية الثانية في العراق وسوريا، وأعيد تنظيم الجيش وانضوت قواته تحت ثلاثة ألوية، بالإضافة إلى الكتيبة الرابعة وحاميتين، واستمر الجيش بالتطور إلى أن وصل تعداده عام 1945 إلى نحو 8000 جندي وضابط، وكان منظما في ست عشرة سرية مستقلة وقوة شرطة مؤلفة من ألفي رجل.
وفي الخامس والعشرين من أيار 1946 حقق الأمير عبد الله بن الحسين طموحات الشعب الأردني باستقلال البلاد، وبويع ملكا دستوريا عليها، وظل يواصل مساعيه في تنمية الجيش وتعزيز الروح العسكرية فيه رغم الصعوبات التي كانت تواجهه آنذاك.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى