شريط الاخبارعربي ودوليمحلياتمنوعات

الاستقلال عنوان للسيادة والحرية

تعريب قيادة الجيش وإلغاء المعاهدة البريطانية يؤديان لاكتمال الاستقلال بصورته الحقيقية
ومنذ تأسيس الإمارة أدرك مؤسس الأردن بعقله الراجح أن استقلال أي دولة من الدول يبقى هشاً ومهدداً، وعرضة للتراجع والاهتزاز إذا لم يكن هناك جيش يحمي هذا الاستقلال ويدافع عنه ويحافظ عليه ويذود عن حمى الوطن، وقد أسس الجيش العربي على مبادئ النهضة العربية وحمل أهدافها وغاياتها وكان هذا الجيش منذ نشأته الأولى حريصاً على المساهمة الفاعلة في بناء الدولة الأردنية وتعزيز قدراتها الذاتية، حيث شارك في بناء مؤسسات الدولة في مجالات التعليم والصحة وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاجتماعية وبناء قدرات الإنسان وتأهيله وبناء الشخصية الوطنية الأردنية التي تنامت قدراتها ومعارفها مع تطور الأردن ليتميز هذا الانسان بقدراته وعطائه وولائه وإخلاصه لوطنه وأمته.
وحتى يكتمل الاستقلال على أفضل ما يجب أن يكون، جرى إنجاز الدستور الأردني في عهد الملك طلال – طيب الله ثراه ، ليجري بناء مقومات الدولة ومؤسساتها على أسس دستورية وليكون هذا الدستور قاعدة تشريعية لحياة المواطن وموجهاً رئيساً لهذه المؤسسات لكيفية التعامل مع حقوق وواجبات المواطن في دولة يحكمها الدستور الذي ما زالت دول كثيرة تطمح لإحقاقه وإقراره ومن ثم عندما تسلم المغفور له الملك الحسين – طيب الله ثراه، سلطاته الدستورية قام بتعريب قيادة الجيش وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية والتوجه نحو بناء القوة الذاتية للوطن في المجالات المختلفة حتى أصبح الأردن بإنجازاته الذاتية مثالاً يحتذى في الصبر والبذل والعطاء الموصول المتجدد.
وأما الجيش العربي عنوان السيادة وحامي الاستقلال، فقد أولى القائد الأعلى للقوات المسلحة جل الاهتمام بالقوات المسلحة وتأهيلها وتدريبها وبتوجيهات ملكية يتطلع هذا الجيش مع كل مؤسسات الوطن ليصبح دولة الإنتاج والاعتماد على الذات وليتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره وإنتاج احتياجاته بنفسه في هذا الوطن العزيز.
كما أولى جلالته اهتماماً لبقائها في المنافسة على مستوى الأقليم والعالم سواء من خلال أدائها المميز داخلياً وخارجياً أو من خلال احترافها العسكري أو دخولها في مجال التصنيع والتطوير في المجالات الصناعية العسكرية وبالتعاون مع بعض القطاعات الصناعية الدولية والعربية والوطنية من خلال المركز الأردني للتصميم والتطوير(JODDB) الذي أنشئ بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني عام 1999 كخطوة على طريق بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة في الأردن وذلك في إطار التخطيط لأن يصبح هذا المركز مؤسسة صناعية تجارية تسهم في تلبية احتياجات القوات المسلحة والسوق التصديرية .
وقام المركز في الآونة الأخيرة بتطوير عدد من الشراكات الاستراتيجية مع جهات عالمية وعربية عدة، وبدأ يشارك في المعارض العسكرية الدولية من خلال عرض صناعته العسكرية التي لاقت قبولاً كبيراً وجرى توقيع اتفاقيات عدة مع بعض الدول ليقوم هذا المركز بتزويدها بالأليات العسكرية التي يقوم بتصنيعها، بالإضافة إلى رفد القوات المسلحة ببعض أنواع الصناعات العسكرية التي تلبي حاجاتها الدفاعية والتدريبية.
وفي معرض سوفكس 2012 الذي شاركت فيه 325 شركة عارضة من 58دولة في العالم ، وضم معارض عالمية في الصناعات العسكرية حظي المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB) باهتمام الوفود المحلية والإقليمية والعالمية، وهي إحدى مخرجات المراجعة الاستراتيجية الشاملة التي أجرتها القوات المسلحة الأردنية بتوجيه ومتابعة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ودخلت القوات المسلحة مجال التنمية الوطنية الشاملة بقوة في مجالات مختلفة وأخذت على عاتقها النهوض بتأهيل وتدريب الشباب الأردني وبناء قدراتهم وتنمية مواهبهم وتدريبهم ليكونوا قادرين على المساهمة الفاعلة وبناء الدولة الأردنية التي نتطلع إليها جميعاً .
وتسعى القيادة العامة في ظل توجيهات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى تحويل هذا الجيش إلى قوة عصرية ديناميكية قادرة على التعامل مع مختلف الظروف والتحديات والتخطيط لمستقبلها بكل ثقة وقدرة وكفاءة بما يتفق مع تطلعات القيادة الهاشمية، وبما يحقق تميز واحتراف هذا الجيش الذي يملك أفضل أنواع الأسلحة والمعدات، ويتمتع بكفاءة قتالية عالية اكتسبها من خلال التدريب المتواصل والتأهيل المستمر لمنتسبيه في شتى مجالات العلوم والمعرفة العسكرية والأكاديمية، وهو دائماً يسعى إلى الأفضل ويتطلع إلى أن يجعل من الاستقلال مسيرة للخير والبناء والعطاء الذي لا ينضب.
ومن جانب آخر، فقد دخلت القوات المسلحة الأردنية وبتوجيهات من قيادتها الهاشمية ميدان حفظ السلام العالمي كقوة فاعلة وصلت قرابة المئة ألف مشارك من مراقبين وكتائب ومستشفيات ميدانية، وكانت المرأة الأردنية أنموذجاً في المشاركات الدولية في ليبيريا وأفغانستان والكونغو وفي ليبيا وسفيراً مع نشامى القوات المسلحة في حلهم وترحالهم، فاستطاعت أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة وأصبح الجيش العربي الأردني يرفد الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمختصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين، كما كان على الدوام يقدم جميع خبراته الإدارية والفنية والتدريبية والأكاديمية لكل من يطلبها من جيوش المنطقة والعالم.
فالجيش حامي الاستقلال الذي اكتمل بصورته النهائية بعد قرار تعريب قيادة الجيش ليصبح القرار السياسي والسيادي الأردني بيد الأردنيين دون غيرهم ومن هنا تتطور الدولة وتعزز قدراتها الذاتية، ومن خلال شعور مواطنيها بالأمن والاستقرار الذي توفره القوات المسلحة.
ويعيش المجتمع بتكافل وتضامن، ويرتسم الهدف السامي الذي تسعى إليه القيادة الحكيمة والشعب الأبي الحر وهو أن يبقى هذا الاستقلال مصاناً ومهاباً يحمل الصورة الأبهى والأجمل لمعاني الحرية والكرامة التي تجذرت في قيادته الهاشمية، وشعبه الأبي الذي يأبى الظلم أو الخنوع، ويسعى دائماً لما فيه الخير للإنسانية ولا يلتفت إلى الوراء إلا لأخذ العبرة من الماضي والاعتزاز بما أنجزه الآباء والأجداد.
والجيش العربي الأقرب إلى نبض الوطن والقائد يقدم في سبيل أمن الوطن واستقراره وكرامة أهله قوافل الشهداء الذين تزيّن أرواحهم ودماؤهم سماء وأرض الوطن عبر التاريخ الحافل بالمجد والحرية والكرامة.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى