
بوست نيوز :
تشهد محافظة جرش تجربة زراعية متقدمة تستهدف إدخال تقنيات الزراعة المائية كحل حديث لمواجهة محدودية الموارد المائية وتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام عالي الجودة، بما يدعم منظومة الأمن الغذائي في الأردن.
وأوضح مدير مديرية الأراضي والري في وزارة الزراعة، المهندس مصطفى العتوم، أن الزراعة المائية تُعد من أهم مجالات الاستثمار في القطاع الزراعي الحديث، إذ تقوم على تزويد النبات بعناصره الغذائية عبر محاليل خاصة دون الاعتماد على التربة. وأشار إلى أن هذا الأسلوب يحقق وفراً مائياً يتراوح بين 70 – 90% مقارنة بالزراعة التقليدية، ويرفع الإنتاج بنحو ضعفين إلى ثلاثة أضعاف لكل متر مربع، إلى جانب انخفاض استخدام الأسمدة والمبيدات نتيجة غياب التربة.
وبيّن العتوم أن منتجات هذا النوع من الزراعة تتميز بجودة ثابتة ومواصفات تؤهلها للتصدير إلى الأسواق العالمية، خاصة الأوروبية والخليجية، مؤكداً أن الأردن، بحكم محدودية موارده المائية، يولي هذه التقنية اهتماماً ضمن خططه الوطنية. ولفت إلى أن الوزارة تعمل على دعم هذا المجال عبر برامج تدريبية للمهندسين والعاملين، وتنفيذ مشاريع نموذجية في المحافظات لنقل التجربة وتطوير الجدوى الاقتصادية لها.
من جهته، قال رئيس قسم مشتل فيصل الزراعي، المهندس بهجت السوالمة، إن تجربة زراعة القطن الأبيض التي نفذت في المشتل اعتمدت أسلوب الزراعة بدون تربة بهدف تحديد أفضل الظروف لنمو نبات القطن وإنتاجيته. وأوضح أن التجربة استخدمت نظاماً مغلقاً مع إعادة تدوير المياه عبر خزان راجع، ما يوفر نحو 70% من الاستهلاك المائي مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وأضاف أن الوسط المستخدم كان التوف البركاني بديلاً عن التربة، وأن التجربة أجريت على 15 شتلة لدراسة إنتاجيتها وإمكانية التوسع فيها اقتصادياً، بما يسهم في مواجهة مشكلة شح المياه، وإدخال محاصيل جديدة في الأردن، تمهيداً لتعميم نتائجها لاحقاً على المزارعين.







