عربي ودولي

الملك يلقي كلمة في القمة العالمية الثالثة للإعاقة في برلين

ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، يوم أمس الأربعاء، كلمة خلال افتتاح القمة العالمية الثالثة للإعاقة (GDS 2025)، التي تُعقد في برلين بتنظيم مشترك بين الحكومتين الأردنية والألمانية، إلى جانب التحالف الدولي للإعاقة.

وأكد جلالته على أهمية التعاون والالتزام المشترك واتخاذ خطوات ملموسة لضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بحياة كريمة وسعيدة مليئة بالأمل. كما شدد على أن مفهوم الشمولية لا يقتصر على إتاحة الوصول إلى المرافق، بل يشمل الاعتراف بالقدرات الفريدة لكل فرد، وتهيئة بيئة تمكّن الجميع من الإسهام بفاعلية في المجتمع.

وأشار جلالته إلى الجهود التي بذلها الأردن في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بدءًا من كونه أحد أوائل الدول الموقعة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وصولًا إلى تطوير تشريعات تضمن حقوقهم، وإنشاء مراكز متخصصة لرعايتهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

كما سلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الدولية في مناطق النزاع، حيث يكون الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر عرضة للخطر. ولفت إلى مبادرة “استعادة الأمل” الأردنية التي قدمت الدعم لأكثر من 400 شخص من مبتوري الأطراف في غزة، بمن فيهم الأطفال، عبر تزويدهم بأطراف صناعية متطورة.

وفي كلمته، أعرب جلالته عن اعتزازه بالتقدم الذي أحرزه الأردن في هذا المجال، حيث قام بتعديل الدستور لتعزيز مبادئ الكرامة والاحترام، وسنّ تشريعات تدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مع التركيز على تحسين إمكانية الوصول، وتعزيز العيش المستقل، وتطوير التعليم الدامج. كما أشار إلى تأسيس الأكاديمية الملكية للتعليم الدامج بهدف إحداث تغيير حقيقي في نظام التعليم.

وشدد جلالته على أن العمل في هذا المجال يتطلب تضافر الجهود على مستوى الحكومات والمجتمعات، بالإضافة إلى التعاون الدولي، مشيدًا بأكثر من 80 مؤسسة أردنية من القطاعين العام والخاص التي قدّمت التزامات ملموسة خلال القمة.

كما أكد على ضرورة مواصلة العمل لضمان تمكين جميع الأشخاص ذوي الإعاقة من التنقل بسهولة، والالتحاق بالمدارس، وممارسة حياتهم اليومية باستقلالية، مع حصولهم على فرص عمل عادلة في بيئة تتسم بالاحترام والقبول.

وفيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية في مناطق النزاع، شدد جلالته على أهمية اتخاذ إجراءات فورية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى الوضع الكارثي في غزة، حيث يوجد أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف عالميًا نسبةً لعدد السكان.

وأوضح أن الخدمات الطبية الملكية الأردنية أرسلت عيادتين متنقلتين إلى غزة، حيث تم تشخيص وعلاج الأطفال بالتعاون مع أطباء وفنيين عبر استشارات إلكترونية، ما أسفر عن تركيب أول مفصل اصطناعي للأطفال من داخل العيادة المتنقلة.

وأشار إلى أن هذه الجهود ساعدت أكثر من 400 شخص من مبتوري الأطراف، ومنحتهم أملاً جديدًا في حياة كريمة، مؤكدًا أن كل مستفيد منهم يحمل قصة تستحق الاهتمام.

وختم جلالته كلمته بدعوة جميع الحاضرين، باعتبارهم رواد الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى المشاركة في مبادرة “استعادة الأمل”، من أجل دعم سكان غزة وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للخطر حول العالم.

وأبرز جلالته أن التحدي الحقيقي في هذه القمة يكمن في تجاوز الحدود القائمة، وتخيل ما يمكن تحقيقه، واتخاذ خطوات عملية لسد الفجوات، مشددًا على أن الأمل لا يُستعاد بالكلمات فقط، بل بالأفعال.

يذكر أن الوفد الأردني المشارك في القمة ضم سمو الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء في الديوان الملكي الهاشمي ورئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك المهندس علاء البطاينة، والسفير الأردني لدى ألمانيا فايز خوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى